في الأعياد والعطلات قد تحتار في اختيار الفيلم الذي يمكن أن يجمع أفراد الأسرة وتضمن إعجاب الكل به، وفي عطلة عيد الفطر المبارك هذا العام نقترح عليك تجربة عوالم الفانتازيا والخيال.
بصحبة ساحر فاشل ولكنه المسؤول عن عالم خيالي بالكامل، ومربية أطفال تطير في السماء بعد إتمام مهمتها، وغيرها من أفلام الفانتازيا الماتعة والمسلية؛ ستقضي أيام الإجازة بشكل مختلف بالتأكيد.
ساحر أوز
أعوام قليلة تفصل فيلم “ساحر أوز” (The Wizard of Oz) عن مئوية عرضه، ولا يزال حتى اليوم واحدا من أشهر الأفلام وأكثرها مشاهدة عبر الأجيال، قصة الفتاة المراهقة دوروثي التي تنتقل بسبب الإعصار من كنساس إلى الأراضي السحرية لم تفقد بريقها على الإطلاق.
الفيلم أنتج عام 1939، ولعبت بطولته جودي غارلاند، وتم تصويره بتقنية الـ”تكنيكولور” (Technicolor) التي كانت صيحة هوليودية جديدة في تلك الحقبة، ومبهرة للمشاهدين وقت عرض الفيلم للمرة الأولى وإلى الآن بدرجات الألوان الزاهية للغاية، والديكورات الخاصة بالأراضي السحرية وقدرتها على تمثيل خيال الكاتب فرانك باوم في روايته التي نشرها بالاسم نفسه عام 1900.
نتابع خلال العمل الذي يمتد لساعة و40 دقيقة قصة دورثي ومحاولتها الوصول إلى “ساحر أوز”، آملة في قدرته على إنقاذها وإعادتها إلى بلدتها الصغيرة التي تمردت عليها في بداية الفيلم، وتخوض العديد من المغامرات.
ماري بوبينز
نترك قصة ساحر أوز ودورثي خلفنا ونتوجه إلى عالم خيالي مختلف في فيلم “ماري بوبينز” (Mary Poppins) الموسيقي، الذي أنتج عام 1964، وترك علامة في ذاكرة أي شخص محب للسينما حتى لو لم يشاهده بالصورة الأيقونية للمرأة الجميلة التي تغادر المنزل طائرة بمظلتها.
“ماري بوبينز”، الذي لعبت بطولته جولي أندروز، مقتبس من سلسلة قصصية بالاسم ذاته، ويدور حول عائلة السيد بانكس التي تعيش في لندن ولديها ابن وابنة صغيران يفتقدان الحنان الأسري بسبب انشغال كل من الأب والأم في حياتهما الخاصة، ويأتي الحل على هيئة مربية الأطفال “ماري بوبينز” التي تبدأ في إصلاح حال الأطفال وباقي أفراد المنزل، وبخفة ظلها وقدراتها السحرية وحكمتها تعيد تشكيل العلاقات الأسرية.
جمع الفيلم بين التصوير الحي والرسوم المتحركة في تركيب لا يزال يخطف الأبصار، بالإضافة إلى أغان ورقصات لا يمكن أن ينساها من يشاهدها ولو لمرة واحدة فقط، ولم يتخذ منهجا تربويا صارما في ما يقدمه من نصائح للأطفال، بل خلطها مع اللعب والهزل بصورة ماتعة للكبار والصغار.
“سجلات نارنيا: الأسد والساحرة وخزانة الملابس”
نارنيا عالم سحري مواز للأرض يدخله 4 من الأخوة والأخوات عبر باب خزانة الملابس في ليلة صيفية خلال الحرب العالمية الثانية.
فيلم “سجلات نارنيا: الأسد والساحرة وخزانة الملابس” (The Chronicles of Narnia: The Lion, the Witch and the Wardrobe) أُنتج عام 2005، وهو مقتبس عن رواية بالاسم نفسه نُشرت عام 1950 ضمن سلسلة “سجلات نارنيا” التي كتبها الكاتب البريطاني كليف ستيبلز جاك لويس.
تدور أحداثه في نارنيا التي يخوض فيها أطفال عائلة “بيفنز” مغامرة طويلة في الأرض السحرية وينقذونها من الساحرة الشريرة ويساعدون الأسد “أصلان” على استعادة السلطة، يحكمون فيها بالعدل لسنين قبل العودة مرة أخرى لحياتهم الاعتيادية.
عند عرضه للمرة الأولى فاجأ الفيلم حتى منتجيه بنجاحه الكبير وقدرته على اجتذاب الكبار والصغار، سواء قرّاء الروايات الأصلية أو الذين يتعرفون على هذه الأرض السحرية للمرة الأولى، وذلك بفضل استخدام المؤثرات البصرية بشكل غير مسبوق حتى تلك الفترة، والعالم الخيالي الذي أصبح بالفعل حقيقة على شاشة السينما وقصة الأولاد الأربعة المثيرة للغاية.
هوغو
يحكي فيلم “هوغو” (Hugo) قصة طفل بعيون زرقاء واسعة يعيش في عوالم تشبه ما قدمه “تشارلز ديكنز” في رواياته عن الأطفال اليتامى الذين يصر المجتمع على تحويلهم إلى قتلة ومحتالين، ولكنه يترك كل هذا البؤس وراءه ويتجه إلى عالم الخيال الذي ينقذه.
“هوغو” أنتج عام 2011 وأخرجه مارتن سكورسيزي مقتبسا إياه عن كتاب بعنوان “اختراع هوغو كابريت” (The Invention of Hugo Cabret)، وتدور أحداثه حول الفتى الصغير هوغو الذي توفي والده فأصبح وحيدا في العالم، واضطر للعيش وحيدا في غرفة صغيرة مخفية في محطة القطارات بباريس، هاربا من السلطات التي تطارده.
وخلال هروبه من أحد الضباط يكتشف خيطا من ماضي والده المخترع الماهر، يربطه بأحد أشهر المخرجين السينمائيين “جورج ميليه” فيصبح تتبع هذا الخيط ما يعينه على تحمل الحياة.
تم تصوير الفيلم لعرضه بالتقنية “ثلاثية الأبعاد” (3D) وهو يقدم تجربة بصرية مختلفة تماما حتى حين عرض على شاشة التلفاز العادية لألوانه المبهرة والتكوين وحركة الكاميرا التي جعلت المتفرج بالفعل في قلب محطة القطارات بباريس.
الجميلة والوحش
من ضمن إعادات الإنتاج الكثيرة التي أجرتها أستوديوهات ديزني لأيقونات الرسوم المتحركة؛ يعدّ فيلم “الجميلة والوحش” (Beauty and the Beast) أفضلها، على الأقل من الناحية البصرية وتصميم الأزياء، وكذلك اختيار الممثلين في الأدوار المختلفة وعلى رأسهم “إيما واتسون” في دور القارئة النهمة الجميلة “بل”.
الفيلم أنتج عام 2017، وقدّم قصة الجميلة والوحش الشهيرة في صورة فيلم حي، ما استدعى خليطا من التمثيل الحقيقي واستخدام تقنية “الصور التي تم إنشاؤها بواسطة الكمبيوتر” (Computer-generated imagery).
تتمحور القصة حول الجميلة “بل”، الابنة البارة التي تفقد والدها وتبحث عنه فتجده محبوسا في قصر الوحش وتقبل أن تأخذ مكانه، تبدأ علاقة رومانسية بينها وبين خاطفها، ويتحول من عدوها اللدود إلى حبيب تحاول حمايته بكل ما تستطيع من قوة.
الأفلام الخمسة السابقة تتنقل بمشاهديها بين عوالم خيالية مختلفة، وفيها اجتمعت القدرة البشرية على خلق القصص العجيبة، والتكنولوجيا التي جعلت من الممكن نقل هذا الخيال على الشاشة الكبيرة، لذلك فهي تضمن لمشاهديها فرجة ماتعة حتى لو مر على إنتاج بعضها عشرات السنين.
اكتشاف المزيد من صحيفة 24 ساعة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.