التصلب العصبي المتعدد: كيف ساعد أفراد العصابات في التخفيف عن صحفية في محنتها؟

وأحدث نجاح لها هو فيلم “Gangster” الذي عرض على بي بي سي ساوند. ويحكي قصة جون بالمر، الذي يحقق في تورطه في سرقة سبائك الذهب من مخزن Brink’s-Mat عام 1983، أكبر عملية سطو مسلح في التاريخ البريطاني.

كان حبها لموسيقى الراب الأمريكية في سن المراهقة، هو ما دفعها للافتنان بالعالم السري للمجرمين والعصابات والعنف.

تقول: “أردت أن أفهمهم”. “في كثير من الأحيان، لا يستطيع الأشخاص الذين يرتكبون الجرائم التحدث عنها من وجهة نظرهم”.

لقد ساعدها ذلك في فهم الأمور التي تحفزهم على تحمل مثل هذه المخاطر، وكيف يمكن أن تبدو الخيارات في بعض الأحيان “منطقية” بالنسبة لهم.

دخلت حياتها منعطفاً جديداً عندما كانت تحقق في الحرب على المخدرات في الفلبين في عام 2016.

وقالت لبي بي سي: “كانت هناك حقاً مشكلة ما في ساقي، كنت متأكدة من أن ذلك كان نتيجة تناول طعام فاسد”.

أنهت ليفي إنتاج فيلمها وعادت إلى المملكة المتحدة، لكن الأعراض استمرت.

على مدار السنوات الأربع التالية، قامت بعدة زيارات إلى الطبيب، لكن لم يتم تشخيصها مطلقاً.

في عام 2020 ، طُلب منها أخذ خزعة لفحص النخاع الشوكي، “لاستبعاد احتمال مرض التصلب العصبي المتعدد”، لكن النتيجة أكدت عكس ذلك تماماً.

يحدث مرض التصلب العصبي المتعدد عندما تتلف الطبقة الواقية المحيطة بالألياف العصبية -المايلين- ويتوقف تبادل الرسائل بين الدماغ والجسم. يمكن أن يؤثر على الحبل الشوكي وكذلك الرؤية والحركة والتوازن.

بعد مكالمة من طبيب أعصاب أكد لها إصابتها بمرض التصلب العصبي المتعدد، قيل لها إنها ستتلقى مكالمة هاتفية أخرى في غضون أسبوع للتخطيط لعلاجها.

لكن مرت أسابيع ولم تتلقَ أي مكالمة هاتفية، بينما كانت تسعى طوال الوقت، أن تظل قوية ومتماسكة.

تقول: “شعرت وكأنني تلقيت قنبلة في يدي”.

ولكن بحلول الكريسماس (عيد الميلاد) “انفجرت القنبلة اليدوية”، وتحول خلاف عائلي بسيط إلى “شيء أشبه بمسلسل إيست إندرز” المليء بالأحداث غير المتوقعة.

اتصلت الممرضة في النهاية، وعندما بدأت ليفي في استيعات ما تعاني منه، علمت أنها ستضطر إلى التفكير في مستقبلها بعناية شديدة، خاصة ما يتعلق الأمر بتحقيقاتها الخطيرة.

لم تعد تقوم بتعداد الليالي الباردة التي كانت تنتظر فيها في الخارج ريثما يظهر تجار المخدرات لإجراء مقابلات معهم.

وتمزح قائلة: “إنهم أخر من يمكن الثقة بهم في العالم”.

غالباً ما كانت تخبر القادمين المتأخرين عن الألم الذي يسببونه لها.

لكن عملها كان أيضاً هو خلاصها، ليس فقط كشيء يمكن أن تشغل نفسها به، ولكن كمصدر غير متوقع للدعم والتعاطف.

تقول: “صادفت الكثير من الإعاقات في عالم الجريمة”.

“في فترة من الفترات، كانت غالبية أفراد العصابات الذين قابلتهم إما مقعدين على كرسي متحرك أو يعانون من مشاكل صحية دائمة نتيجة إطلاق النار عليهم”.

مرض الخلايا المنجلية هو أحد الأمراض المعوقة التي تصادفها بشكل متكرر. يتسبب في تشوه خلايا الدم الحمراء وتصبح لزجة، مما يؤدي إلى انسداد الأوعية وتقييد إمدادات الأكسجين، مما يتسبب في حدوث ألم مبرح.

وكان أحد الذين تتعامل معهم يتلقى العلاج في المستشفى، عندما وقع في الفخ، حيث أرسل له أفراد عصابة منافسة رسائل على إنستغرام، متظاهرين بأنهم “امرأة” وأنه “مثير”. وقالت له (المرأة الوهمية) إنها ترغب بلقائه في المستشفى.

فذهبت العصابة المنافسة لرؤيته هناك واعتدت عليه. وتقول: “كان ذلك أمراً مشيناً”.

ومن بين الأمثلة الأخرى التي تذكرها ليفي، حديث عضو سابق في عصابة في الولايات المتحدة، عمّا تعرض إليه.

في ذروة سطوته، كان يدير ثلاثين مركز مخدرات في دالاس. ثم انقلبت عليه عصابته.

“أطلقوا عليه الرصاص في رأسه، اخترقت تلك الرصاصة كل الأعصاب البصرية، تركته ليواجه الموت، لكنه تمكن بطريقة ما من النهوض، وهو الآن أعمى بشكل تام”، كما تقول.

بعض المجرمين الذين تحدثت إليهم ليفي، يقدمون الرعاية لأصدقائهم وعائلاتهم الذين لديهم إعاقات.

تقول: “الكثير من الشباب يعتنون بآبائهم. لن أبرر جرائمهم، لكن ذلك يوفر فهماً للأوضاع التي تجعلهم بحاجة إلى المال”.

يؤثر مرض التصلب العصبي المتعدد على ساقي ليفي وبصرها، كما أنها تعاني من آلام حادة في طرفيها السفليين كما لو أنها “صعقات كهربائية”، وهذه أحد أعراض مرض التصلب العصبي المتعدد المعروفة.

كما أنها تواجه صعوبة في العثور على الكلمات الصحيحة عند الحديث، “انتهى بي الأمر بقول جمل غريبة لأن الرسائل في ذهني لا تعمل”.

يتضمن علاجها حقنة كل ستة أسابيع للمساعدة لتقليل مقدار الضرر والتشوه في قشرة المايلين.

أثارت الحالة أيضا مشكلات أخرى لم تكن تتوقع مواجهتها، مثل إخبار الشركاء المحتملين عن مرض التصلب العصبي المتعدد.

وتقول: “من الصعب مواعدة شخص ما، أريد أن ألتقي بشخص ما وأستقر، لكن يبدو أن الأمور تسير عكس الرياح لدي”.

وبصفتها صحفية مستقلة، يتعين عليها الآن إعادة التفكير في مسار حياتها وحياتها المهنية، للتأكد من أنها تدير أموالها وصحتها وسلامتها في وظيفتها غير العادية.

تقول: “إنها صناعة صعبة ودائماً أتردد في أخذ إجازة من العمل. لن تقول لا للعمل، لأنك تخشى ألا يطلبوا منك العمل مرة أخرى”.

ولكن حتى لو اتخذت حياتها المهنية منحى مختلفاً، فهي تخطط للاستمرار في صداقة هؤلاء الأفراد لأنهم يفهمون ما تمر به.