نشر جهاز الاستخبارات الإيراني تقريره النهائي بشأن موجة غامضة من حالات التسمم استهدفت الآلاف من تلميذات المدارس في الفترة السابقة، وأثارت غضبا شعبيا بعد شهور من الاحتجاجات في إيران عقب وفاة شابة احتجزتها شرطة الأخلاق بزعم انتهاكها قواعد الحجاب الصارمة.
وقالت وسائل إعلام إيرانية إن وزارة الاستخبارات الإيرانية اتهمت “أعداء” أجانب ومعارضين بإذكاء مخاوف بشأن الاشتباه في تسميم تلميذات مدارس، قائلة إن تحقيقها لم يكشف عن تسمم فعلي.
وأوضح تقرير الاستخبارات أنه “بعد تحليل العينات والتحقيقات المعملية، تم العثور على آثار رذاذ الفلفل الحار أو قنابل تُطلق رائحة كريهة، ولم يُلاحظ وجود أي مادة سامة قادرة على التسبب في (حدوث حالات) تسمم.. ولم تحدث وفيات أو حالات (مرضية) جسدية طويلة الأمد”.
وتسببت الحوادث المذكورة في حالة من الاضطراب بالبلاد لمدة 5 أشهر، وخضعت فتيات بالمدارس في أنحاء البلاد للعلاج بالمستشفيات، مع حديث الأطباء عن تسمم بالغاز.
وقالت الوزارة -في بيان نقلته وسائل إعلام إيرانية- إن “دور الأعداء في إذكاء هذه الأزمة مؤكد ولا يمكن إنكاره، مشيرة إلى أن الأفراد والجماعات ووسائل الإعلام الغربية (خاصة باللغة الفارسية).. ركزوا على هذا في الأشهر القليلة الماضية، وكذلك السياسيون الأجانب والهيئات الدولية”.
واتهم التقرير معارضين لم يكشف عن أسمائهم بإثارة مخاوف لإنتاج مقاطع دعائية مصورة، وحذر من أنه ستتم “ملاحقة الأفراد والجماعات ووسائل الإعلام التي تتهم الحكومة.. وتقف في صف الأعداء”.
واتهمت السلطات “أعداء” الجمهورية الإسلامية باستخدام الهجمات المشتبه بها لتقويض المؤسسة الدينية.
وبدأت حالات التسمم المشتبه بها في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في مدينة قم، وامتدت إلى 28 محافظة من 31 محافظة إيرانية، بحسب ما نقلته وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا)، مما دفع بعض أولياء الأمور لإخراج أطفالهم من المدارس والاحتجاج.
ولأول مرة منذ الثورة الإسلامية عام 1979، انضمت فتيات المدارس إلى الاحتجاجات التي تصاعدت بعد وفاة مهسا أميني في مقرّ لشرطة الأخلاق.
اكتشاف المزيد من صحيفة 24 ساعة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.