السودان.. ضربات مكثفة وأعمال نهب في الخرطوم ومحادثات هدنة “قد تستمر أياما” في جدة | أخبار


|

أفاد مراسل الجزيرة في الخرطوم بأن سلاح الجو السوداني نفذ صباح اليوم قصفا مكثفا على أهداف لقوات الدعم السريع في شمبات شمالي الخرطوم بحري، في وقت اندلعت فيه اشتباكات جديدة بين الجانبين بالمنطقة نفسها.

وبحسب سكان في العاصمة السودانية شن الجيش السوداني أيضا ضربات جوية مكثفة وسط المدينة أمس الثلاثاء، في ظل تصاعد في أعمال النهب، في حين قالت السعودية إن محادثات جدة “ستستمر أياما” للتوصل إلى وقف فعال لإطلاق النار.

وذكر شهود أن الجيش نفذ قصفا جويا مكثفا في وسط الخرطوم وحول القصر الرئاسي. وقالت قوات الدعم السريع إن القصر، الذي تقول إنها تسيطر عليه، أصيب في ضربة جوية ودُمر، لكن مصدرا بالجيش نفى ذلك.

والقصر الجمهوري القديم أحد قصرين داخل مجمع القصر الرئاسي الذي يضم أيضا القصر الجديد المبني أواخر سنوات حكم الرئيس عمر البشير (1989-2019). وكان القصر القديم مقر الحكومة السودانية منذ ما يزيد على 100 عام وحتى العقود التي تلت استقلال البلاد عام 1956.

كما تبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الاتهامات بارتكاب أعمال عدائية، بعد دخول الاشتباكات بين الطرفين أسبوعها الرابع.

وقال الدعم السريع إن قوات الجيش استهدفت عددا من المباني المدنية والأحياء السكنية والمصانع والمؤسسات الخاصة، مما تسبب في إصابة ومقتل عدد من المدنيين.

من جهته، قال الجيش في بيان إن “الموقف العملياتي مستقر بكل ولايات السودان (18 ولاية) عدا الأعمال العدائية والإجرامية للمليشيا المتمردة (الدعم السريع) ببعض مناطق العاصمة بما فيها المناطق السكنية”.

وأضاف أن قواتهم اشتبكت مع الدعم السريع أثناء تمشيط منطقة موقف جاكسون وسط الخرطوم “وتم تدمير عدد من العربات القتالية والاستيلاء على أسلحة وأسر عدد من المتمردين ولاذ البقية بالفرار، كما قامت قواتنا بتدمير شاحنة ذخيرة للمتمردين بالقرب من كوبري المك نمر”.

اتهامات بالنهب

وفي إطار آخر، اتهم الجيش السوداني قوات الدعم السريع بنهب المزيد من البنوك والمحال وسرقة ممتلكات المواطنين، وقال في بيان مساء الثلاثاء “استمرت المليشيا المتمردة في أعمال نهب البنوك والمحال التجارية ومنازل المواطنين وتخريب مرافق الخدمات”.

وأضاف أن عناصر الدعم السريع قاموا “بمواصلة نهب محطة جمارك سوبا وبنك الخرطوم فرع حي العمدة واقتحام عدد كبير من المنازل وسرقة ممتلكات المواطنين ببعض الأحياء تحت تهديد السلاح”.

وندد اتحاد المصارف السوداني بعمليات السطو والتخريب في بعض فروع البنوك، قائلا إن المصارف ستستأنف خدماتها إذا سمحت الظروف بذلك.

وقالت قوات الدعم السريع في بيانات إنها تسعى إلى استمرار الخدمات في الخرطوم، ونفت صحة تقارير عن قيام أفرادها بأعمال نهب وانتهاكات أخرى.

700 ألف نازح

على الصعيد الإنساني، دفع القتال الذي اندلع يوم 15 أبريل/نيسان في الخرطوم مئات الآلاف من الناس إلى الفرار من ديارهم وتسبب في أزمة مساعدات، حيث ارتفع عدد النازحين بما يزيد على المثلين خلال أسبوع إلى 700 ألف، حسبما ذكرت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة.

ووسط تحذيرات من أن السودان على شفا كارثة إنسانية، قال متحدث باسم الأمم المتحدة إن مسؤول المساعدات بالمنظمة مارتن غريفيث اقترح أن يدعم الطرفان المتحاربان في السودان “إعلان التزامات” لضمان المرور الآمن لمواد الإغاثة الإنسانية، وطُرح الاقتراح في جدة للنقاش.

وأضاف فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة الدولية أن “غريفيث يأمل في المصادقة على الإعلان في أقرب وقت ممكن، ليتسنى توسيع نطاق عمليات الإغاثة بسرعة وأمان من أجل تلبية احتياجات الملايين في السودان”.

وتقدر الأمم المتحدة أن 5 ملايين شخص آخرين سيحتاجون إلى مساعدات طارئة داخل السودان، بينما من المتوقع أن يلجأ 860 ألفا إلى دول مجاورة تعاني أصلا من أزمات، في وقت خفضت فيه الدول الغنية مساعداتها.

وذكر شهود أن مظاهر الفوضى أصبحت مترسخة في الخرطوم ومدينتي أم درمان وبحري المجاورتين لها. وقال سكان إن منازل ومتاجر ومستودعات تعرضت للاستهداف.

Fleeing Sudanese seek refuge in Chad
سودانيون هاربون من القتال في السودان يلجؤون إلى تشاد (رويترز)

محادثات جدة

وأوفد الطرفان المتحاربان، اللذان فشلا في الالتزام باتفاقات الهدنة المتكررة، ممثلين عنهما إلى محادثات بمدينة جدة السعودية يوم السبت الماضي.

والأحد الماضي، أعلنت السعودية أن المحادثات “ستستمر أياما”، للوصول إلى “وقف فعال لإطلاق النار”.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن دبلوماسي سعودي -أول أمس الاثنين- أن “المفاوضات لم تحرز تقدما كبيرا حتى الآن”، مشيرا إلى أن “وقفا دائما لإطلاق النار ليس مطروحا على الطاولة. فكل جانب يعتقد أنه قادر على حسم المعركة”.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس الثلاثاء إن بلاده لن تتخلى عن هدف إعادة السودان إلى مسار الحكم الديمقراطي المدني، مضيفا أن واشنطن تبذل الجهد في محادثات جدة من أجل وقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاق بخصوص المساعدات الإنسانية.

وتتواصل منذ 15 أبريل/نيسان الماضي اشتباكات في ولايات بالسودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، تبادل فيها الجانبان الاتهامات بالمسؤولية عنها، عقب توجه فرق تابعة لكل منهما للسيطرة على مراكز تابعة للآخر.


اكتشاف المزيد من صحيفة 24 ساعة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Previous post رئيس البورصة: أسواق الكربون فى المنطقة العربية لديها فرص نمو كبيرة
Next post واتساب يقترب من إطلاق ميزة طال انتظارها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من صحيفة 24 ساعة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading