أثار فيديو طفل أصيب برصاصة طائشة خلال الاقتتال الدائر في الخرطوم موجة غضب عارمة لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي، إذ حاول الأطباء إنعاشه في الشارع بسبب عدم تمكنهم من الوصول للمستشفى.
وكان الناشط السوداني مظفر عبد الله شاهدا على الحادثة، وكتب: “اتصلت بزول (بشخص) يورينا (يدلنا على) المستشفيات الشغالة… وللأسف كل المستشفيات المدرجة عندهم مقفولة والبيانات غلط. بكل أسف انتقل (الطفل) إلى رحمة الله. ربنا قدر كدا (ذلك) لكن والله العظيم الطفل دا (هذا) كان ممكن (من الممكن أن) يعيش، لكن في ظل الحاصل دا (هنا) ما في زول (ليس هناك أحد) قدر يسعفو (استطاع أن يسعفه)”.
غضب عارم
وقد أثار الفيديو حالة من الغضب على منصات التواصل السودانية والعربية، وتابع برنامج “شبكات” (2023/4/23) بعضها، إذ علق الناشط محمد السيد بقوله: “نفسي العسكر يروح (أن يقتتلوا في) مكان بعيد عن المدنيين، يضربوا بعض (ويضربوا بعضهم بعضا)، والمنتصر يتفضل يرجع، لكن اللي بيحصل دا (الذي يحدث هنا) بسبب الكرسي والحكم. الله يخرب بيت الحكم على اللي بيدور عليه (الذي يسعى إليه) بقتل الناس. حاجة تقرف”.
وانتقد المغرد محمد الضعف الحاصل في القطاع الطبي وقال: “مستشفيات البلد دي (هذا) أكثرهم رمم زي (مثل) أي أزمة تحصل في البلد، ما بتلقاهم (لا تجد) مستشفيات ولا شاش، لا أكياس دم.. ولا أدوات. فاتحين لي شنو (بماذا نسميها إذن؟!)”.
بدوره، عبّر البراء عن غضبه من الحادثة وقال: “الحال وصل بينا للدرجة دي (هذه). حسبي الله ونعم الوكيل فيكم. لافين بيهو (بحثوا عن) كذا مستشفى ما لقو (لم يجدوا) مستشفى فاتحه (يعمل)، أنعشوا الطفل في الشارع في مصطبة وتوفي عليهم حرقتو (أحرقتم) حشا الأمهات، حتمشو وين من ربنا؟ (فأين تذهبون؟!)”.
فيما نوه ود البيه بمجهود الطاقم الطبي في السودان وكتب: “تحية كبيرة وشكر للكوادر الطبية الذين يخاطرون بأنفسهم من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه في ظل معدات غير كاملة ومستشفيات غير آمنة”.
أما الناشطة داليا الطاهر فقالت: “مع كل الانهيارات التي صاحبت الحرب، إلا أن انهيار القطاع الصحي هو الأسوأ على الإطلاق، مستشفيات جُلها خرج عن الخدمة ومن بقي ينازع في رمقه الأخير”.
أزمة كبيرة
من جهته، قال مدير الطوارئ الإقليمي بمنظمة الصحة العالمية ريتشارد برينان إن السودان يعاني من أزمة كبيرة على المستوى الصحي، بسبب تعرض المستشفيات إلى الهجمات.
كما قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس في تغريدة على تويتر: “منظمة الصحة العالمية تقدر أنه كان من الممكن إنقاذ العديد من الأرواح في السودان، لو تم تقديم الاحتياجات الأساسية للأشخاص المتضررين من القتال للسيطرة على النزيف المستمر؛ لكن المسعفين والممرضات في الخطوط الأمامية والأطباء غالبًا ما يكونون غير قادرين على الوصول إلى الجرحى ولا يستطيع المصابون الوصول إلى المرافق”.
يذكر أن نقابة أطباء السودان قالت إن 70% من المستشفيات المتاخمة لمناطق الاشتباك متوقفة عن الخدمة، من أصل 79 مستشفى أساسية، وذلك ما يفسر ارتفاع عدد القتلى المدنيين إلى أكثر من 260، وتجاوز الجرحى 1500 خلال 9 أيام من الاشتباكات.
اكتشاف المزيد من صحيفة 24 ساعة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.