أعلنت روسيا، اليوم السبت، أنها تلقت عددا كبيرا من مبادرات السلام، وفي حين زار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي جبهة باخموت المشتعلة في دونيتسك شرقي البلاد، أعلن الجيش الروسي أنه قصف مركزا قياديا للقوات الأوكرانية في دنيبرو (وسط أوكرانيا).
ونقلت وكالة تاس الروسية عن المتحدثة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا قولها إن بلادها تلقت نحو 30 مبادرة سلام عبر قنوات تواصل رسمية وغير رسمية بشأن أوكرانيا.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال أمس -خلال القمة الروسية الأفريقية في سان بطرسبورغ- إن بلاده تتعامل مع المبادرة الأفريقية للتسوية باحترام، وستدرسها بكل اهتمام، حسب تعبيره.
وفي وقت سابق، قدمت الصين وتركيا ودول أفريقية مبادرات سلام لكل من كييف وموسكو.
وقبل أكثر من شهر، زار وفد من القادة الأفارقة كييف وموسكو وعرض على الرئيسين الأوكراني والروسي مبادرة سلام من 10 نقاط لوقف الحرب بأوكرانيا، وتتضمن المبادرة انسحاب القوات الروسية وتوفير ضمانات أمنية لجميع الدول.
بيد أن بوتين قدم حينها قائمة بالأسباب التي تجعله يعتقد أن معظم مقترحات القادة الأفارقة لا تستند لأسس سليمة، مما وأد خطتهم تقريبا في مهدها، وهي خطة لاقت أيضا في مجملها رفضا من كييف.
وخلال القمة الروسية الأفريقية التي عقدت في سان بطرسبورغ الخميس والجمعة، ألح القادة الأفارقة على الرئيس الروسي للتوصل لتسوية سياسية لهذه الحرب.
صيغة زيلينسكي
وكان أندريه يرماك، رئيس مكتب الرئيس الأوكراني، قال إن صيغة زيلينسكي للسلام هي الطريقة الوحيدة لإنهاء الحرب، على حد تعبيره.
وأضاف يرماك أن بلاده تعمل مع شركائها لتطوير فهم موحد لهذه الصيغة، من خلال إنشاء هيكل للتنسيق بين الدول المعنية.
وتتألف هذه الصيغة التي قدمها زيلينسكي أواخر العام الماضي من 10 نقاط من أبرزها استعادة وحدة الأراضي الأوكرانية.
وأكدت كييف -أمس- أنه لا يمكن وقف الحرب إلا إذا انسحبت موسكو من الأراضي الأوكرانية إلى حدود عام 1991.
وفي المقابل، أكدت موسكو مرارا أنها لن تسحب قواتها من أوكرانيا قبل أن تتحقق أهداف “العملية العسكرية الخاصة” وبينها إرساء شروط تضمن أمن روسيا، وحماية إقليم دونباس الذي يقع شرقي أوكرانيا وتسعى القوات الروسية للسيطرة عليه بالكامل.
زيارة الجبهة
في غضون ذلك، تفقد زيلينسكي اليوم المواقع المتقدمة للقوات الخاصة باتجاه مدينة باخموت التي تسيطر عليها قوات روسية في مقاطعة دونيتسك شرقي أوكرانيا.
وقال زيلينسكي -خلال لقاء مع عدد من القادة الميدانيين- إن المهام التي تقوم بها القوات الخاصة في تلك المنطقة توفر الحماية لأوكرانيا.
وأضاف الرئيس الأوكراني -الذي زار المنطقة مرارا من قبل- أنه يتعذر عليه كشف تفاصيل العمليات الحالية التي تجريها القوات الخاصة بالمنطقة.
وكان المتحدث باسم القيادة الشرقية بالجيش الأوكراني سيرهي شيرفاتي قال إن قواته تحقق تقدما باتجاه باخموت، مشيرا إلى أن القوات الروسية تتكبد خسائر كبيرة، على حد وصفه.
وفي محاور أخرى بمقاطعتي دونيتسك ولوغانسك (شرق) وكوبيانسك في خاركيف (شمال شرق) تتواصل الهجمات المتبادلة بين القوات الأوكرانية والروسية، دون أن يحرز أي من الطرفين تقدما حاسما باتجاه البلدات التي يسعى للسيطرة عليها.
وفي تطورات ميدانية أخرى، تعرضت مدينة دنيبرو الأوكرانية للمرة الأولى منذ فترة طويلة لقصف صاروخي روسي، وأكد متحدث أوكراني أن القصف أسفر عن جرح 9 أشخاص وأضرار مادية.
في المقابل، قال الجيش الروسي إنه قصف مركزا قياديا للجيش الأوكراني بأسلحة دقيقة في المدينة الواقعة على نهر دنيبرو.
وفي إطار القصف المتبادل بين طرفي الصراع، استهدفت الوحدات الصاروخية الأوكرانية مقاطعة روستوف الروسية الواقعة على الحدود، بحسب مصادر روسية.
من جهتها، قالت الاستخبارات البريطانية اليوم إن القتال احتدم خلال الساعات الـ 48 الماضية في محورين بمقاطعة زاباروجيا (جنوب شرق).
وفي شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو إليها عام 2014، قالت المخابرات الأوكرانية إن انفجارات وقعت في خليج القوزاق قرب قاعدة عسكرية روسية.
ومنذ الرابع من يونيو/حزيران الماضي، تشن القوات الأوكرانية هجوما مضادا أحرزت خلاله تقدما محدودا في دونيتسك وزاباروجيا، وأقرت بأنه أبطأ من المأمول بسبب حقول الألغام والتحصينات الروسية القوية.
اكتشاف المزيد من صحيفة 24 ساعة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.