تفقد رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، الخميس، مدينة أم درمان غربي العاصمة الخرطوم، وتجول بين جنود الجيش المتمركزين في المنطقة.
ونشر الجيش فيديوهات للبرهان وهو يحمل سلاحا خلال تفقده الجنود في عدد من المناطق العسكرية بالمدينة ولقائه مع مواطنين، وهي المرة الأولى التي يظهر فيها خارج مقر قيادة الجيش منذ اندلاع الاشتباكات بين قواته والدعم السريع.
وقال البرهان -متوجها لقواته في زيارته لمنطقة وادي سيدنا العسكرية (شمالي أم درمان)- إن القيادة العامة للجيش متمسكة بمواقفها من أجل الحفاظ على السودان واستقراره.
وأضاف البرهان أن الجيش السوداني يخوض معركة من أجل السودان وليس من أجل فئة أو جهة.
وفاجأ البرهان صباح اليوم الخميس سكان المنطقة بترجله من سيارة رئاسية والجلوس مع بائعة الشاي وطلب قهوة صباحية.
ويرجع آخر ظهور للبرهان إلى 18 يوليو/تموز الماضي، حين ظهر حاملا سلاحا رشاشا ومسدسا وقنبلة يدوية وهو يترأس اجتماعا عسكريا بمركز قيادة الجيش وسط الخرطوم.
وتعد أم درمان من أهم المدن الثلاث للعاصمة بعد الخرطوم وبحري؛ فهي تضم قاعدة وادي سيدنا الجوية والكلية الحربية وعددا من المناطق العسكرية الحيوية.
قصف جديد
وفي سياق تجدد الاشتباكات، أفاد مراسل الجزيرة بأن الجيش قصف أهدافا تابعة لقوات الدعم السريع في أم درمان وأحياء جنوبي الخرطوم اليوم الخميس.
وجاء ذلك بالتزامن مع تحليق لطائرات الجيش في سماء مدن الخرطوم، وتصدى الدعم السريع لها بنيران المضادات الأرضية.
كما شهدت مدينة نيالا (مركز ولاية جنوب دارفور غربي السودان) معارك عنيفة وقصف بالمدفعية الثقيلة في أحياء النهضة والسكة وأنغولا خلال الأيام الثلاثة الماضية؛ مما أسفر عن مقتل أكثر من 40 مدنيا، ونحو 50 جريحا، حسب ما نقله مراسل الجزيرة عن مصادر محلية.
سلاح المدرعات
وكان الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني العميد نبيل عبد الله قال إن الجيش بسط سيطرته بالكامل على معسكر سلاح المدرعات، بعد محاولات متكررة من قوات الدعم السريع للسيطرة عليه.
ونشر الإعلام العسكري في الجيش السوداني صورًا لانتشار قواته داخل سلاح المدرعات جنوبي الخرطوم، بعد معارك استمرت 3 أيام.
ويقع سلاح المدرعات التابع للجيش في منطقة الشجرة العسكرية (جنوبي الخرطوم) على مساحة تقدر بـ20 كيلومترا مربعا.
ويستمر الصراع على السلطة في السودان منذ أبريل/نيسان الماضي بين الجيش وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، وأدى حتى الآن إلى مقتل نحو 5 آلاف شخص وتشريد أكثر 4.6 ملايين، سواء داخل البلاد أو خارجها.
وحذرت الأمم المتحدة في وقت سابق هذا الأسبوع من أن المساعدات الغذائية الموزعة على العائلات في السودان لن تكفي إلا حتى نهاية الشهر الجاري، وسط صعوبات في إيصال المساعدات إلى السكان، في حين يعيش أكثر من 6 ملايين شخص بالسودان على شفير المجاعة.
اكتشاف المزيد من صحيفة 24 ساعة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.