ضاحي خلفان فارس أمن دبي – اشراق العالم24

• دعـــــا لقـيام الولايـات المتحدة العربية وتأليـف جيـش مــن مليــون و600 ألــف مقــــاتــل

في دبي كل دقة من دقات الساعة تلد مشروعا جديدا، وفي دبي كل المشاريع السياحية والاسواق تعج بآلاف البشر من جنسيات لا عد لها ولا حصر، وفي دبي سماء مفتوحة تستقطب الملايين للسياحة في هذه الامارة الخليجية الفريدة، وسط كل هذا كان الامن الواحة التي تستظل فيها كل تلك النجاحات ليسطع اسم ضاحي خلفان الذي جعل امن الامارة دقيقا كالساعة وحازما وحادا كالسيف.

حل ثانيا في قائمة اقوى 100 شخصية عربية بعدما صفق له العالم على انجازه الاخير بالكشف بأشرطة الفيديو والصور والدلائل القاطعة عن مدبري جريمة اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح والبالغ عددهم 27 من عناصر المخابرات الاسرائيلية (الموساد).

تحطيم الأسطورة

فمنذ اللحظات الاولى لكشف ملابسات تلك العملية وخلفان يتسيد الشاشات العالمية اسما بارزا استطاع تحطيم اسطورة «الموساد» ومتهكما على اسلوبه الغبي والساذج، بحسب رأيه، الذي لايزال يعتمد على التنكر البدائي، وداعيا رئيس الموساد للرحيل لأنه يتعامل وفق عقلية الستينيات.

وضع الدول المعنية بتزوير جوازات سفرها امام مسؤولياتها تجاه مواطنيها وشعبها، فأقدمت بريطانيا على طرد ديبلوماسي اسرائيلي، وتم الاعلان عن عزم 6 دول اخرى على اتخاذ اجراءات عقابية ضد اسرائيل.

«صائد الاسرائيليين» لم تكن حادثة المبحوح الاولى له معهم، اذ اصدر تصريحا عام 1999 اتهم فيه الموساد بمحاولة تدمير اقتصاد دول خليجية بينها الامارات وعام 2001 اعلن عن القاء القبض على مجموعة من الاشخاص اتهموا بالتجسس لمصلحة الموساد الاسرائيلي.

الوطني العروبي

وطني وعروبي في المقام الاول، اطلق قبل سنوات عديدة دعوة لانشاء الولايات العربية المتحدة، وتساءل باستمرار: لماذا امة كأمتنا العربية تمتلك كل هذه المواريث من القيم والحضارة والتاريخ العريق العظيم ترضى بالركوع وتقف مهزوزة حتى انه اذا علا صوت عالمي دولي نرتعب من المحيط الى الخليج؟ مندهشا من هذا التدخل السافر في شؤوننا الداخلية، واعتبر انه حتى نكون اقوياء كعرب علينا ان يكون للامة العربية جيش واحد مؤلف من مليون و600 الف مقاتل تقريبا 400 الف منهم في المغرب العربي و400 الفا في مصر والسودان ومثلهم في بلاد الشام ومثلهم في الخليج، عندها فكل متغطرس سيذعن واسرائيل ستركع والعالم يحترمنا ومن دون ذلك فاجتماعات القمم العربية لا معنى لها.

دعا ايضا لدخول رعايا الدول العربية لدولة الامارات العربية المتحدة من دون تأشيرة، ثم فسر ان المقصود منها خريجو الجامعات من الرعايا العرب، بحيث يتم اعفاؤهم من التأشيرة لكي يصبح بمقدورهم البحث عن فرصة عمل بسهولة ويسر مع ان الافضل برأيه ان يقدموا الى الامارات وهم متعاقدون مسبقا على عمل وان لم ينجحوا في مسعاهم بايجاد فرصة العمل فليغادروا بدلا من ان يتحولوا الى متسكعين.

أصغر قائد شرطة

اصغر قائد شرطة، تولى منصب قائد عام شرطة دبي وهو في الـ 28 من عمره، وكان برتبة عقيد آنذاك، وكانت تلك الفترة بعد تأسيس الاتحاد وانهاء خدمة قدامى العسكريين البريطانيين الذين كانوا يعملون في الشرطة وعين بدلا منهم مواطنون، وكان خلفان من الجيل الاول الذي شغل هذه المراكز، وكان المسؤول رقم 3 في القيادة، وعندما اعتذر القائد الذي كان يشغل المنصب قبله تم تعيينه قائدا عاما للشرطة في العام 1980، وكان دائما يقدمه سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لضيوفه على انه اصغر قائد عام للشرطة في العالم، ومن حينها وهو يحاول العمل بأقصى جهده وبشكل صحيح لاستحقاق هذا المنصب الذي تشرف به رغم صغر سنه.

تنقل بين العديد من القضايا المهمة والحساسة، سواء تلك التي تتعلق بالامن الداخلي لامارة دبي او تلك التي تتعلق بالمخاطر التي تحيق بالامن الداخلي الخليجي ككل، كتداعيات الملف النووي الايراني وشبكات الدعارة القادمة من جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق او بيع الاسرار النووية في دبي وغسيل الاموال.. الخ.

الرجل الكمبيوتر

تعرفه الاوساط العالمية بـ «الرجل الكمبيوتر» الذي يشارك ويطلع على كل التفاصيل وعينه على المستقبل وضرورات ومتطلبات المهنة، يؤمن بأن العمل المؤسساتي من طبيعة عمل الاجهزة الامنية والعسكرية النظامية وهو سر تقدمها، اضافة الى الارادة السياسية لصانع القرار السياسي والامني.

«الامن وراحة الجميع»، اولى اولوياته، وعندما يسأل كيف يستطيع ضبط مئات الآلاف من الجنسيات بتلك الصورة الجميلة والمنظمة، يجيب ان القانون العادل هو الكفيل بمراقبة الجميع، فضبط الامور عنده ليس بالشدة، بل بالمساواة، فعندما يرى الهندي او الفلبيني ان القانون مطبق على المواطن سيخجل من نفسه، وعندما يرى اي مقيم انه يقف في الصف مثل المواطن سيضطر الى احترام القانون، وعندما يجد المقيم من اي بلد كان ان النظام واحد على الجميع لا يجد امامه خيارا سوى احترام هذا النظام.

استطاع ضبط كل الجرائم التي وقعت في دبي من اقتحام محلات المجوهرات على طريقة سرقات شيكاغو الكبرى الى الجريمة السياسية كجريمة الزعيم العسكري السابق في الشيشان سليم عمادييف الى الجريمة العاطفية كجريمة سوزان تميم التي استطاعت شرطة دبي كشفها في وقت قياسي.

الفاعل المجهول

استراتيجية في إدارة الشرطة تعتبر ان العنصر الأهم لشرطة دبي هو تعزيز المورد البشري خاصة لجهة الخبراء الأمنيين في مختلف المجالات ولتحقيق الأمر يحرص على ابتعاث عشرات الطلاب لدراسة التخصصات العلمية الدقيقة المرتبطة بالعلوم الجنائية ولم يعد يقتصر الأمر على الدراسات الأمنية الشرطية.

ففي عهده الأمني أصبحت سمة «الفاعل مجهول» التي تكتب في محاضر التحقيق ممنوعة، حيث تم شطبها من قاموس فك طلاسم القضايا والجرائم التي تواجه الإمارة.

المافيات الآسيوية

آراؤه صادمة في كثير من الأحيان وبارع في طرق المواضيع السياسية حيث ذكر في احدى محاضراته في 2008 والتي نقلتها وكالة الصحافة الفرنسية قائلا: إن المجتمع الإماراتي سينهار إذا انهار حكم السلالات الحاكمة، وأشار الى ان الديموقراطي باراك أوباما أبوه كيني واسمه حسين وهو ينافس (حينها) على الرئاسة في أميركا فهل نريد ان ينافس كوتي (اسم هندي) عندنا!

أشار اكثر من مرة الى خطر المافيات الآسيوية واعتبرها أشد من الخطر الإسرائيلي، إلا انه أوضح ان العيون تترصدهم وتتابع أنشطة العصابات أيا كانت، لأننا في الإمارات بحسب قوله لسنا من الأناس الذين يطمئنون وإذا كنا هكذا فسنتجمد.

حقوق الإنسان

استحدث دائرة حقوق الإنسان في الشرطة عام 2001 وذلك عقب أحداث 11 سبتمبر فبالنسبة له لا داعي لنا كعرب ومسلمين للتخوف من موضوع حقوق الانسان، هذا فضلا عن إيمانه بأن الوضع العربي الراهن لا يمكن الخروج منه إلا من خلال الشفافية والنقد الذاتي، فحينما يتم القبول بتحمل المسؤولية نكون قد تجاوزنا محنة كبيرة.

فالعقيدة الإسلامية عنده فيها حث كبير على الابتعاد عن الظلم وعدم استعباد الناس، وان الفترات المشرقة في التاريخ العربي الإسلامي ارتبطت باحترام حقوق الإنسان، غير انها مرت مرحلة من التاريخ وبالذات فترات الاحتلال الأجنبي وفترات التخلف التي مر بها العرب والمسلمون كان السائد فيها تكميم الأفواه وعدم السماح بإبداء الرأي.

واعتمدت شرطة دبي في عهده على أحدث وسائل المراقبة الإلكترونية بطريقة لا تتعارض مع الحريات الشخصية لكنه يستهدف فقط المخالفين والمجرمين، فالإمارة التي تضم اكثر من 225 لغة ويستقبل مطارها ملايين المسافرين كانت العلامة الأبرز في نجاحها «أبي فارس» الذي منح الإمارة سمعة أمنية مميزة أهلتها لأن تكون خارج قائمة الـ 50 دولة الأعلى جريمة في العالم وليتفاخر بمستوى الأمن الذي حققه وهو مستوى لا يقاس بمدن عالمية اخرى توازيها في عدد السكان وفي التنوع العرقي والثقافي وفي موازاة ذلك عمل على تلبية وتوفير احتياجات الإدارة وإنشاء ادارات حديثة، مثل ادارة مكافحة الإرهاب والجرائم المنظمة والإلكترونية ونظام المرور الإلكتروني، وعمل على اللحاق بالحكومة الالكترونية واعتماد شرطة دبي كأول دائرة حكومية تنضم اليها وتطبق نظام إدارة بلا أوراق منذ عام 1984.

مخالفة البروفيسور الألماني

يروي قائد شرطة دبي هذه الحادثة: حدث مرة ان زار الإمارات بروفيسور ألماني، وعند انتهاء زيارته أراد ان يعيد السيارة التي استأجرها من مكتب التأجير، إلا ان الموظف الذي كان قد أجره السيارة أخبره بأنه عليه ان يدفع مخالفتين ارتكبتهما السيارة، البروفيسور الألماني دفع المخالفات المرورية، وعاد الى بلاده، وهناك زار موقع شرطة دبي على الإنترنت ودخل على نظام المخالفات المرورية ووضع رقم السيارة التي استأجرها، فوجد ان المخالفات التي نظمت بحقها كانت قبل 10 أيام من استئجاره لها، فما كان منه إلا ان اشتكى للشرطة في البريد الإلكتروني وخلال أيام تمت محاكمة الموظف الذي تبين انه أجّر للبروفيسور سيارته الخاصة، لأن جميع سيارات الشركة كانت مؤجرة، وأعيدت للبروفيسور الألماني نقوده، فشكر إدارة المرور، وقال: لو كان هذا الحادث حدث في ألمانيا لم يكن ليعالج بمثل هذه السرعة التي عولج فيها من قبل إدارة مرورنا.

رحلة العمر

من مواليد 1/10/1951 ـ دبي ـ الإمارات العربية المتحدة.

تخرج عام 1970 في كلية الشرطة الملكية بعمان في المملكة الأردنية الهاشمية وابتعث في دراسة تخصصية في مجال المباحث الجنائية وعمل «ضابط مركز شرطة» لعدة سنوات وعين مديرا للشؤون الإدارية والمالية، وفي عام 1979 نائبا لقائد عام شرطة دبي، وفي عام 1980 قائدا عاما لشرطة دبي.

كما تولى عددا من المناصب في القطاع الأهلي. ونال عددا من الأوسمة والنياشين والشارات والجوائز، منها: جائزة أفضل شخصية تنفيذية في الشرق الأوسط عام 2004، وله العديد من المؤلفات والقى العديد من المحاضرات.