هذه الرحلة تأتي ضمن برنامج المملكة لرواد الفضاء الذي تم إطلاقه في سبتمبر/أيلول 2022، ويتضمن إجراء 14 تجربة بحثية علمية رائدة في بيئة الجاذبية الصغرى.
أعلنت شركة “أكسيوم سبيس” (Axiom Space) الأميركية انطلاق رحلتها التجارية للمحطة الفضائية الدولية على متن الصاروخ “فالكون 9” التابع لشركة “سبيس إكس” (SpaceX) من مركز كينيدي للفضاء التابع لوكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا)، أمس الأحد، وعلى متنها رائدا فضاء سعوديان، هما ريانة برناوي وعلي القرني، أول ضيوف السعودية على متن المحطة الفضائية الدولية.
وتعد تلك ثاني رحلة فضاء تجارية لشركة “أكسيوم سبيس”، ولم تحدد تكلفة التذاكر هذه المرة، لكنها في الرحلة السابقة وصلت إلى 55 مليون دولار للمقعد الواحد.
يركب رواد الفضاء في “مركبة دراغون الفضائية” التي تكون أعلى الصاروخ، وقد صممتها شركة “سبيس إكس”، وتنفصل المركبة عن الصاروخ وترسو على متن محطة الفضاء الدولية، ثم تعيد رواد الفضاء للأرض بعد انتهاء مهامهم.
المركبة قادرة على حمل ما يصل إلى 7 ركاب إلى مدار الأرض وما بعده، وهي إلى الآن المركبة الفضائية الوحيدة القادرة حاليا على نقل كميات كبيرة من البضائع من الأرض وإليها، كما أنها أول مركبة فضائية خاصة تنقل البشر إلى المحطة الفضائية.
السعودية إلى المحطة الفضائية الدولية
ريانة برناوي هي أول رائدة فضاء سعودية على الإطلاق، وتعمل بالأساس في نطاق الهندسة الوراثية وتمتلك خبرة بشكل خاص في مجال الخلايا الجذعية السرطانية.
أما علي القرني فقد نال شهادة البكالوريوس في علوم الطيران من كلية الملك فيصل الجوية في الرياض، ويعمل طيارا مقاتلا على طائرات “إف-15″، وهو ثاني رائد فضاء سعودي بعد الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود الذي عمل طيارا كذلك وتخرج في الكلية نفسها، وسافر في مكوك فضائي أميركي في عام 1985.
وبالإضافة إلى رائدي الفضاء السعوديين، يشارك رجل أعمال وطيار من ولاية تينيسي الأميركية في هذه الرحلة هو جون شوفنر، ويقودهم بيجي ويتسون رائدة فضاء متقاعدة من وكالة ناسا وتعمل الآن في شركة “أكسيوم سبيس”، وتحمل الرقم القياسي الأميركي لقضاء الوقت في الفضاء بـ665 يوما.
أبحاث طبية
وأعلنت “الهيئة السعودية للفضاء” في بيان صحفي أن هذه الرحلة تأتي ضمن برنامج المملكة لرواد الفضاء الذي تم إطلاقه في سبتمبر/أيلول 2022، ويتضمن إجراء 14 تجربة بحثية علمية رائدة في بيئة الجاذبية الصغرى، وهي الحالة التي يبدو فيها أن الأشخاص أو الأشياء عديمة الوزن في أماكن مثل المحطة الفضائية الدولية.
إلى جانب ذلك، تشير الهيئة إلى أن تلك الأبحاث ستسهم في توسعة نطاق الأبحاث الصحية، إلى جانب حماية كوكب الأرض عبر تطبيق تجارب علمية يُنفَّذ عدد منها لأول مرة في العالم على متن المحطة الفضائية الدولية.
وبشكل خاص فإن رائدي الفضاء علي القرني وريانة برناوي سيشاركان خلال هذه المهمة في 20 تجربة تتضمن مجموعة من الدراسات الأولية التي تركز على تطوير التطبيقات العلاجية المستقبلية لمرض السرطان، إلى جانب دراسة الخلل المناعي في نماذج عضوية مصغرة لبعض الأورام.
وسيعمل الفريق على دراسة كيفية تكيف أعضاء طاقم الرحلات الفضائية مع الجاذبية الصغرى، عن طريق دراسة كيفية تغير الاستجابة الالتهابية في الفضاء، وخصوصا التغييرات الحاصلة على عمر الحمض النووي الريبوزي الرسول، وقياس تأثير رحلات الفضاء قصيرة المدى على طول التيلومير، وهو منطقة من شريط الكروموسومات البشرية، وكذلك دراسة تأثير بيئة الجاذبية الصغرى على النشاط الكهربائي في الدماغ.
أبحاث عن الاستمطار
وتشارك جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بتجربة بعيدة عن النطاق الطبي في هذه المهمة، تتعلق بدراسة عمليات استمطار السحب، وهي عبارة عن تقنية لتعديل الطقس تعمل على تحسين قدرة السحابة على إنتاج المطر أو الثلج عن طريق إدخال نوى جليدية صغيرة (تسمى البذور السحابية) في أنواع معينة من السحب.
في هذه التجربة سيجري فحص البذور السحابية لأول مرة في الفضاء تحت ظروف الجاذبية الصغرى، حيث سيتم خلط الهواء الرطب وبلورات يوديد الفضة في غرفة تفاعل لفحص إمكانية بدء عملية الاستمطار، وستساعد نتيجة هذه التجربة في تطوير تقنية التحكم في الطقس لتوليد أمطار اصطناعية في المستوطنات البشرية المستقبلية على القمر والمريخ.
طلاب السعودية يشاركون
إلى جانب ذلك فإن جزءا من التجارب التي تركز على العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في نطاق الجاذبية الصغرى تهدف لتثقيف الطلاب حول البيئة الفريدة لمحطة الفضاء. وستوضح بعض التجارب طبيعة الاختلافات في سلوك السوائل، واستكشاف السلوك الهوائي لأشكال الطائرات الورقية المختلفة، واستكشاف تأثيرات فراغ الفضاء على نقل الحرارة، على الأرض وفي الجاذبية الصغرى.
ويشارك الطلاب في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية في تجارب على الأرض لجمع بيانات المقارنة مع رواد الفضاء.
اكتشاف المزيد من صحيفة 24 ساعة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.