24/8/2023–|آخر تحديث: 24/8/202311:39 م (بتوقيت مكة المكرمة)
قال الأكاديمي والمحلل السياسي رولاند بيجاموف إن تأخر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الإعلان عن مقتل مالك ومؤسس مجموعة فاغنر العسكرية يفغيني بريغوجين يرجع إلى طبيعته الهادئة وأسلوبه المعتاد في التعامل مع مثل هذه الأحداث.
وأضاف أنه رغم أن مقتل بريغوجين كان معلوما منذ لحظة إعلان شركة الطيران عن وقوع حادث الطائرة ووجود اسمه ضمن قائمة ركابها، فإن بوتين فضّل الانتظار حتى الانتهاء من التحقيقات الأولية حتى تكون لديه الإثباتات على ما سيعلن عنه، مشددا على عدم علاقة بوتين بسقوط الطائرة.
جاء حديث بيجاموف خلال الحلقة التي خصصها برنامج “ما وراء الخبر” -بتاريخ (2023/8/24)- لإعلان الرئيس الروسي مقتل مالك ومؤسس مجموعة فاغنر بعد يوم كامل من تحطم طائرته فوق موسكو، وغموض لف مصيره هو وعدد من قيادات المجموعة.
وقدم بوتين تعازيه لعائلة مؤسس فاغنر وبقية ضحايا الحادث، ومن بينهم ديمتري أوتكين (نائب بريغوجين)، متعهدا بمواصلة التحقيق في الحادث حتى النهاية، حسب قوله، في حين لمّح مسؤولون غربيون لمسؤولية الكرملين عن الحادث.
وتساءلت الحلقة عن الأسباب التي أدت إلى تأخر الإعلان عن مصير بريغوجين وما يضيفه ذلك إلى الجدل بشأن ظروف وملابسات تحطم طائرته، وعن الجهات المستفيدة من غياب بريغوجين ونائبه أوتكين عن المشهد في روسيا، وتأثير ذلك الغياب على أدوار فاغنر في مناطق مختلفة، خاصة أوكرانيا وأفريقيا.
ونفى بيجاموف -في حديثه لـ”ما وراء الخبر”- أن يكون هذا الحادث ناتجا عن استهداف خارجي بواسطة صاروخ، إذ لم يتم رصد إصابة الطائرة، كما أنه لم تكن هناك شظايا، إذ كان لا بد من وجودها في حال أصيبت من الخارج، وإنما تم رصد قطع كبيرة في أثناء سقوط الطائرة.
كرتونة شامبانيا
ورجح المحلل الروسي أن يكون ذلك السقوط ناجما عن قنبلة تم نقلها عبر كرتونة شامبانيا إلى الطائرة في اللحظات الأخيرة قبل إقلاعها، لافتا إلى أن هذا هو الأسلوب الذي اتبع في اغتيال شخصيات روسية سابقة، ومنها عمليات اغتيال على يد المخابرات الأوكرانية.
وفي سياق اتهامه الضمني لكييف بالمسؤولية عن إسقاط الطائرة، أشار بيجاموف إلى تصريحات سابقة لرئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف قال فيها إن مفاجآت كبيرة ستحدث في روسيا، واعتبر تزامن ذلك مع عيد الاستقلال الأوكراني مقصودا على شكل هدية للأوكرانيين في هذه المناسبة.
واعتبر فرضية مسؤولية بوتين عن إسقاط الطائرة لا أساس لها من الصحة، وهي تعتمد “منطق أفلام المافيا”، على حد قوله، ذاهبا إلى أن مقتل بريغوجين لن يكون له تأثير على الحرب في أوكرانيا، بل يمكن أن يؤثر في الحضور الروسي بالقارة الأفريقية.
ورأى أن هذه العملية تمثل ضربة للنفوذ الروسي في أفريقيا لما تلعبه فاغنر من دور فيها، خاصة في شمال القارة، مؤكدا أن الشركة ستستمر في أداء دورها رغم اغتيال رأسها الكاريزماتي، الذي أصبح بطلا قوميا لدى الشعب الروسي بعد مقتله، على حد تعبيره.
بوتين المسؤول
من جهتها، ترى مديرة مركز الدراسات الروسية والأوروبية والآسيوية تيريزا فالون أن هناك دلائل متعددة ترجح وقوف بوتين خلف هذه العملية التي نجحت في القضاء على قائد فاغنر ونائبه وقيادات للمجموعة، لافتة إلى أن كثيرين توقعوا حدوث ذلك، لكن الأمر كان مسألة وقت، على حد تعبيرها.
وأضافت، في حديثها لبرنامج “ما وراء الخبر”، يبدو أن من قام بالانتقام فضّل أن يتأخر الأمر لشهرين بعد محاولة زعيم فاغنر تنفيذ محاولته الانقلابية على بوتين، لافتة إلى أن لقاء بوتين ببريغوجين يأتي في سياق محاولة الرئيس الروسي للسيطرة على فاغنر، والتي لم تنجح بسبب عدم قبول دمج المجموعة في الجيش الروسي.
واعتبرت فالون أن عملية التخلص من قائد فاغنر تمثل كذلك رسالة لكل مناوئ لبوتين بأنه سيلقى المصير نفسه، وتخالف ما تصوره البعض من ضعف موقف بوتين، الذي بات يسيطر على المشهد الروسي بشكل كامل.
وترى مديرة مركز الدراسات الروسية والأوروبية والآسيوية أن أمر السيطرة على قوات فاغنر بات أسهل على بوتين، الذي سيحرص على استمرار نشاط المجموعة للحفاظ على مصالح بلاده في أفريقيا، إذ ترى أنه من الصعب إيجاد مجموعة بديلة تقوم بأدوارها في هذه المرحلة.
اكتشاف المزيد من صحيفة 24 ساعة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.