منظمة تطوعية شبه عسكرية تدين بعقيدة هندوسية متطرفة، ومكونة من ميليشيات، وتدعي تفوق الهندوس على غيرهم من مواطني الهند، وتدعو لجعل الهند “أمة هندوسية”.
تأسست عام 1925 ومرت بعدة مراحل، وكان لها دور في تشكيل المشهد السياسي الهندي، وفي عام 2014 عين أحد أعضائها السابقين بمنصب رئاسة الوزارء وهو ناريندرا مودي.
وبعد فوز حزب بهارتيا جاناتا بالحكم في الهند، تنامت قوة المنظمة وزاد نفوذها بشكل بارز، وارتفعت معها الأصوات القومية المعادية لكل ما هو “غير هندوسي”.
النشأة والتطور
تأسست المنظمة القومية التطوعية (Rashtriya Swayamsevak Sangh) المعروفة اختصارا بـ”RSS” عام 1925، وهي منظمة تطوعية شبه عسكرية تؤمن بعقيدة “الهندوتفا”.
وتتزعم المنظمة مجموعة شاملة من المنظمات القومية الهندوسية تسمى “سانغ باريفار” (Sangh Parivar)، وأنشأت هذه المجموعة مدارس ونوادي وساهمت في أعمال خيرية، لكنها ارتبطت أيضا بالعنف الطائفي.
مؤسس المنظمة هو الناشط الهندوسي الطبيب كيشاف باليرم هيدجوار، وهدفها تحويل الهند إلى “راشترا” (دولة) هندوسية، وتبني توجهها على معاداة الأقليات الدينية في الهند، وتؤمن بتفوق الهندوس على غيرهم.
وكان كيشاف يعيش في منطقة ماهاراشترا الهندية، كجزء من حركة ضد الحكم البريطاني، وأسس منظمته ردا على أعمال الشغب بين الهندوس والمسلمين في شمال الهند، إذ كان يعتقد أن المسلمين هم من بدأ أعمال الشغب تلك.
قويت المنظمة وتطورت على يد رئيسها الثاني مادهاف ساداشيف جولوالكار، مؤسس “هندو راشترا” وأحد أبرز المنظرين لعقيدة “هندوتفا”، والذي ذكر في كتابه “باقة من الأفكار” أن المسلمين والمسيحيين والشيوعيين هم “أكبر تهديد داخلي للهند”.
وكانت أفكار كتاب جولوالكار مقدسة عند المؤمنين بالـ”هندوتفا”، وفي فترة رئاسته للمنظمة التطوعية أصبحت لها أهداف سياسية، مما جعل البعض في الصحافة الهندية يعده “المهندس الأيديولوجي للمنظمة”، واستلهم أفكاره من الفاشية الإيطالية، وتحديدا من تنظيم الجنرال بينيتو موسوليني للقوات شبه العسكرية.
قرارات بالحظر
وواجهت المنظمة قرارا بالحظر في 3 مناسبات منذ نشأتها حتى الآن، وكان ذلك إثر مواقف أعضائها التي توصف بـ”العنصرية” تجاه الأقليات الأخرى في الهند، ولدورها في “تأجيج العنف الطائفي”.
وتعد المنظمة من أبرز المنظمات المقدمة للمساعدة بعد الكوارث الطبيعة، وتعتمد غالبا في مصادر تمويلها على الهبات والعطايا والقرابين من الهندوس، الذين يقدمونها في تقليد سنوي يعرف بـ”غورو داكشينا”.
وتتلقى المنظمة دعما ماديا من الهندوس خارج الهند لشعبيتها الكبيرة، وخاصة من المهاجرين الهنود في الولايات المتحدة، ورغم أن ميزانية المنظمة لا تعرف بالتحديد، فإن تقريرا نشرته حملة “إيقاف تمويل الكراهية”، أكد أن جمعيات تابعة لمنظمة المتطوعين الوطنيين تلقت من ميريلاند تمويلا بقيمة 3 ملايين دولار.
وفي عام 2020 طالبت السلطات الأميركية أصدقاء حزب “بهاراتيا جاناتا” في الخارج التسجيل في الولايات المتحدة كوكيل أجنبي، مما أظهر أن جمعية “سيوا إنترناشونال” الخيرية الهندية تابعة لمنظمة المتطوعين “RSS”.
وحققت السلطات في جمعها لمبلغ مليوني جنيه إسترليني “لإغاثة المتضررين من الزلزال”، في حين حددت قوانين الهند التبرعات من الكيانات الأجنبية على أنها من “مصادر غير معروفة”.
حظرت المنظمة بعد اغتيال مهاتما غاندي على يد أحد أعضائها، وعاودت نشاطها في الخمسينيات، وتشعبت منها أحزاب سياسية تمثلها في البرلمان، إلا أنها لم تستطع تحقيق أهدافها السياسية حتى عام 1980، عام تأسيس حزب “بهاراتيا جاناتا” الحاكم، فكان بذلك واجهة المنظمة السياسية.
لقى الحزب رواجا وشعبية في الهند، وبدأ في تحقيق نجاحاته السياسية بالفوز في انتخابات عام 1985، وفي عام 1991 ازدادت شعبية الحزب وحضوره السياسي، فحصل على 117 مقعدا في مجلس الشعب من أصل 545، واستطاع حكم 4 ولايات.
التنظيم والقوانين
في حي وسط العاصمة نيودلهي تقع مكاتب المنظمة، ولا يعلو المكاتب علم الهند، بل علم بلون الزعفران (اللون المقدس ولون الحظ بالنسبة للهندوس)، ولا تسمح المنظمة بالزيارة العامة للمقر، وتفرض رقابة على زوارها الخاصين.
وفي المقر الرئيس يفرض الهدوء والنظافة والانضباط، على عكس الفوضى والصخب في نيودلهي، وفيه ينتشر رجال في أعمار متقدمة يناقشون أمورا سياسية، ولا وجود للنساء في معسكر “كيشاف”، ويُدق جرس ليجتمع رجال “كيشاف” في موعد لشرب الشاي.
ويتم تكليف القادة الإقليميين بالإشراف على الفروع المحلية، ويركزون بشكل كبير على التفاني والانضباط عقليا وجسديا، كوسيلة لاستعادة القوة والبسالة والشجاعة في الشباب الهندوسي، وتعزيز الوحدة بين الهندوس من جميع الطبقات.
وللمنظمة أكثر من 50 فرعا في الهند، ويبلغ عدد أعضائها 6 ملايين فرد، وتعمل على تدريب منتسبيها الشباب تدريبات عسكرية، وشحنهم بالعقائد القومية الهندوسية.
وإضافة إلى مؤيدي المنظمة، فإن لها أجنحة تمثلها في الفضاء السياسي، منها الجناح النقابي “بهاراتيا مازدور سانغ”، وجناح الطلاب “أخيل بهاراتيا فيديارثي باريشاد”، والجناح الاقتصادي “سواديشي جاغاران مانش”، وجناح النساء “راشتريا سيفيكا ساميتي”.
ويتجول عناصرها عادة في المدن والبلدات الهندية، ويحملون العصي والسكاكين والبنادق في استعراضات شبه عسكرية.
تطور الفكر والأهداف
كان للاستعمار البريطاني للهند دور هام في ظهور النزعة القومية للهنود، فظهرت منظمات تهدف لإصلاح المؤسسات الدينية الهندوسية، مثل منظمة “براهمو ساماغ” و”آريا ساماغ”، وكانت تلك المنظمات تنشر الاعتقاد القائل إن الهندوسية ليست مجرد دين، بل هوية قومية وطنية.
وتقدم المنظمة نفسها على أنها منظمة ثقافية وليست سياسية، إلا أنها تدعم أجندة هندوسية قومية تحت راية الـ”هندوتفا” وتستوحي من مجموعة من المفكرين والأدباء منهم:
- الزعيم القومي بال جانجادهار تيلاك، الذي كان رائدا في حركة الحكم الذاتي.
- سوامي فيفيكاناندا، الزعيم الروحي الذي شدد على الكمال الذاتي.
- الشاعر والروائي الفيلسوف بانكيم شاندرا تشاترجي، الذي يُنسب إليه الفضل في إدخال مفهوم القومية في الأدب الهندي.
وفي عام 1923 ظهرت الـ”هندوتفا” لأول مرة بشكلها السياسي، وذلك في كتيب بعنوان “هندوتفا.. من الهندوسي؟”، لكاتبه فيناياك دامو دار سافاركار، الذي ذهب لدراسة القانون في لندن عام 1906، وفيها ساهم في توجيه مجموعة من ثوار الهند إلى أساليب التمرد والاغتيال.
وتهتم المنظمة بقطاعات في الهند دون غيرها، وبرز اهتمامها بقطاعي التربية والثقافة من خلال اقتراحها لوزيري هذين القطاعين، ويفسَّر ذلك بهدف المنظمة الأساسي والطويل الأمد وهو تحويل الهند إلى أمة هندوسية.
وترفض المنظمة القومية التطوعية الفكر العلماني، وتلقب أنصار العلمانية من المواطنين الهندوس بـ”مرضى العلمانية”، وتتصور أن تشجيع التعددية الثقافية في الهند يضعف الغالبية الهندوسية ويقوي الأقليات.
أبرز الشخصيات
التحق بالمنظمة عدد من أبرز الشخصيات الهندية، ومنها رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الذي كان عضوا في المنظمة منذ كان عمره 8 أعوام، وساهمت بدورها في تنشيط حملته الانتخابية عام 2014.
وكان مودي قد شجع “السماح” بمذبحة حدثت عام 2002 ضد الهنود المسلمين، إذ كان حينها مسؤولا في ولاية غوجارات، كما أنه تدرج في هياكل المنظمة إلى أن أصبح “براشاراك” (كادر واعد)، وهو لقب يطلق على المخلصين الذين يكرسون حياتهم لخدمة المثل الوطنية الهندوسية.
وتعد وزيرة تنمية الموارد البشرية سمريتي إيراني من أبرز الشخصيات التي تستشير منظمة المتطوعين أيضا، ومن ذلك استشاراتها لزملائها فيها فيما يتعلق بتطوير التعليم في المناطق القبلية ومناطق المبشريين المسيحيين، وتتنقل الوزيرة في مكاتب المنظمة لمناقشة إدراج الإسهامات العلمية للهندوس في المناهج.
إضافة إلى أن الحزب الحاكم ومعظم أعضاء الحكومة الهندية من المتعاطفين مع المنظمة، ولها ممثلون وأعضاء في البرلمان الهندي، منهم موهان بهاجوات الذي تولى إدارة المنظمة في الفترة قبل انتخابات 2014.
وكان فناتورام غودسي قاتل غاندي أحد أعضائها، فقد انضم إليها عام 1930، واغتال غاندي يوم 30 يناير/كانون الثاني عام 1948 بـ3 رصاصات في الصدر، فكانت عقوبته الإعدام في 15 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1949.
وقبل صعوده إلى منصة الإعدام كان يتلو الجمل الأربع الأولى من صلاة المنظمة، لكن غودسي كان قد قال إنه ترك المنظمة قبل اغتياله لغاندي.
لم يقدم أي أدلة على ذلك بحسب رأي الباحث الأميركي “جي إيه كوران جونيور”، كما قال شقيقه بعد وفاته عام 2005 إنه “لم يترك المنظمة بشكل رسمي”، وقال حفيد شقيقه لصحفي عام 2015 إن غودسي “لم يُطرد من المنظمة ولم يتركها أبدا”.
وكانت نوبور شارما، التي علقت بتصريحات مسيئة للنبي محمد صلى عليه وسلم منتخبة لرئاسة الاتحاد الطلابي لمنظمة التطوع القومية الهندوسية في كلية الحقوق بجامعة دلهي، كما أنها مسؤولة في حزب “بهارتيا جاناتا”.
وأثارت تعليقات شارما التي أدلت بها في لقاء تلفزيوني غضب المسلمين داخل الهند وخارجها.
موقف المنظمة من اغتيال غاندي
كان اغتيال غودسي لغاندي لاعتقاده أنه “متخاذل ومتعاطف جدا مع المسلمين”، وهو ما يخالف أهداف المنظمة، التي تدعو إلى التمسك بأيديولوجية هندوسية متعصبة، وعارض غودسي على وجه التحديد تقسيم الهند عام 1947 لأنه أعطى سيادة مستقلة لباكستان ذات الأغلبية المسلمة على شمال الهند.
وكان اغتيال غاندي لمنعه من إضعاف تكوين “قومية هندوسية”، خاصة بعد منعه المنظمة من المشاركة في حركة “اتركوا الهند”، التي أسسها للمطالبة بإنهاء الاحتلال البريطاني فيها، وتعرف أيضا بـ”حركة أغسطس”، وكانت تضم معظم القوى السياسية في الهند.
وورد أن غولوالكار الزعيم الثاني للمنظمة التقى بغاندي في 1947، للرد على الاتهامات الموجهة لها بالتورط في مذابح ارتكبها الهندوس في حق المسلمين، ورفض غاندي الهند الهندوسية وباكستان المسلمة.
لكن المنظمة دأبت على تأكيد ترك غودسي لها عند قتله لغاندي، وكررت ذلك أمام المحكمة فأثبتت المحاكمة أن المنظمة لا علاقة لها بالاغتيال، وأطلق أحد زعماء المنظمة لقب “القاتل” على غودسي لاحقا.
ثم قال أحد أعضاء حزب “بهاراتيا جانتا” إن غودسي “وطني”، مما أثار غضب عدد من الهنود، كما قامت مجموعة من اليمينيين الهندوس في السنوات الأخيرة بتكريم غودسي والاحتفال علنا باغتيال غاندي.
أبرز المواقف والأحداث
قادت المنظمة وأعضاؤها أعمالا “عنصرية ودموية” وصفها باحثون بالرقي إلى مرتبة “الإرهاب الزعفراني”، فكانت المؤسسة منذ نشأتها عاملة على استفزاز الأقليات المسلمة في المناسبات الدينية الهندوسية.
ومن تلك الأحداث ما حصل عام 1992، حين هاجمت مليشياتها وجماعات هندوسية متطرفة أخرى مسجد بابري التاريخي في ولاية “أرت بارديش” المقدسة عند الهندوس.
وهدموا المسجد لزعمهم بناءه على أنقاض معبد الإله “رام”، وصاحب الهدم أعمال عنف وشغب استمرت لأشهر، وراح ضحيتها ما لا يقل عن ألفي قتيل غالبيتهم من المسلمين.
وبين عامي 2006 و2008 حدثت سلسلة من الهجمات استهدفت المسلمين وقتل إثرها 121، وتورط فيها متطرفون هندوس، وبين تقرير لاحق للشرطة وجود علاقة بين منظمة التطوع القومية والتخطيط لهذه الهجمات.
وإضافة إلى تركز الهجمات على المسلمين، فقد كانت تستهدف أحيانا أقليات مسيحية، لا سيما أن المسلمين والنصارى يشتركون في أكل لحم البقر المقدس عند الهندوس، ويعدون ذلك “طريقة المسلمين في إذلال الهندوس”.
وفي عام 2015 سُحل رجل مسلم حتى الموت من قبل فرقة من “فرق حماية الأبقار” التي تحظر أكل لحوم البقر (المقدس لدى الهندوس)، للاشتباه بتناوله لحم البقر، وبعد أسابيع من الحادثة عبر النائب شاشي تارور عن أسفه لما جرى وقال “في الهند تبدو البقرة في أمان أكثر من المسلم”.
وفي فبراير/شباط عام 2020 تم القبض على 16 من كوادر منظمة التطوع القومية الهندوسية، عقب المذابح المعادية للمسلمين في دلهي، والتي قتل فيها 53 شخصا، ووجهت إلى الموقوفين تهم بالقتل وأعمال الشغب.
وكانت تلك الأعمال بعد إنذار عام من كابيل ميشرا زعيم حزب “بهاراتيا جاناتا” يقول فيه إنه إذا لم تقم الشرطة بإخلاء الشوارع من احتجاج ضد قانون الجنسية الجديد الذي يُنظر إليه على أنه معاد للمسلمين، سيضطر أنصاره إلى “النزول إلى الشوارع”.
وكان القانون الصادر في 2019 سببا في سلب 200 مليون هندي حقهم في الحصول على الجنسية لكونهم مسلمين، مما جعل الاحتجاجات تزداد للمطالبة بوضع معيشي أفضل، وضمت الكثير من الهنود من الديانات الأخرى.
وفي السنوات الأخيرة اتهمت بالتحريض على العنف ضد غير الهندوسيين، والمذابح ضد الأقليات الدينية الأخرى.
الجناح السياسي للمنظمة
وفي عام 2009 هزم حزب “بهاراتيا جاناتا” في الانتخابات الوطنية، ودعمته المنظمة في انتخابات 2014، وخاصة ناريندرا مودي الذي يعد عضوا مدى الحياة فيها.
وأطلق مودي بعد فوزه العنان للمتطرفين الهندوس، فقاموا بحملات ضد المسلمين الهنود وضيقوا عليهم، كما أزيلت بعض الأسماء الإسلامية من العناوين والشوارع وأسماء القرى والمدن، وتمت الاستعاضة عنها بأسماء هندوسية.
وعملت الهند بقيادة مودي على تطبيق أفكار عقيدة الـ”هندوتفا” القومية، وذلك عبر القوانين التي يعتبرها مناهضوها عنصرية، مثل قانون منع الجنسية، وحظر الحجاب والعنف المشاع ضد الأقليات.
وينادي بعض أعضاء المنظمة الداعمين للحزب بشعارات “للمسلم أحد مكانين.. القبر أو باكستان”، و”الهند أمة هندوسية، لا مفاوضات في هذا”.
وكانت خطابات مودي معادية للإسلام علنا، وأشار إلى كون المسلمين “عائقا يجب التخلص منه”، حتى صار ملايين القوميين الهندوس يعتقدون أن تصفية المسلمين سوف تحسّن من أوضاعهم المعيشية.
وشهدت مدن الهند وبلداتها مسيرات لمجموعات من الهندوس الذين يضعون على رؤوسهم أغطية زعفرانية اللون، ويطلقون مكبرات صوت تبشّر بنهوض الهندوس، و”انتصار الرب رام”، الذي ستكون عاقبته “ركوع أصحاب القلنسوة”.
وأثرت المنظمة على قرارات الحكومة، ودفعتها إلى عدة إجراءات منها إصلاح قانون تملك الأراضي، الذي ما إن أعربت المنظمة عن عدم رضاها عنه حتى تم سحبه، ولم تهتم حكومة مودي بتقديم أي تسويات لمعالجة الوضع في الهند، بل همشت الأقليات.
اكتشاف المزيد من صحيفة 24 ساعة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.