قالت أوكرانيا -اليوم الجمعة- إن القوات الروسية حققت بعض التقدم في المعركة الضارية للسيطرة على مدينة باخموت، مؤكدة أن الوضع تحت السيطرة، فيما اعتبر رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي أن قرار الولايات المتحدة إرسال دبابات أبرامز سيحدث فارقا في الحرب الدائرة مع روسيا.
وكتبت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني على -تطبيق تليغرام- “الوضع متوتر، لكنه تحت السيطرة”، في إشارة إلى باخموت شرق البلاد، مضيفة أن القرارات “تُتخذ بحسب الاعتبارات العسكرية”.
وأدلت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني بتصريحاتها قبل فترة وجيزة من تصريح وزارة الدفاع الروسية أن قواتها تقاتل الآن في الأجزاء الغربية من باخموت، وهو آخر جزء تسيطر عليه القوات الأوكرانية في المدينة.
من جانبه، ذكر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أن الحلفاء ملتزمون بدعم أوكرانيا مهما استغرق الأمر، ويرفضون ما وصفه بجهود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الرامية إلى إيجاد مناطق نفوذ بقوة السلاح.
وأكد أوستن خلال اجتماع لوزراء الدفاع يُعقد في قاعدة رامشتاين الجوية بألمانيا، اليوم الجمعة، أن الدعم الدولي لأوكرانيا ما زال “قويا وراسخا” بعد أكثر من عام على بدء الحرب الروسية على أوكرانيا.
وذكر الوزير الأميركي أن اجتماع مجموعة الاتصال بشأن أوكرانيا الخاصة بالدفاع “سيركز على 3 قضايا رئيسية: الدفاع الجوي والذخيرة وعناصر الدعم”، مشيرا إلى الدعم اللوجستي وغير ذلك مما يسمح بعمل الوحدات العسكرية.
وقال أوستن إن أعضاء مجموعة الاتصال قدموا مساعدات أمنية لأوكرانيا تتجاوز قيمتها 55 مليار دولار، جاء أكثر من 35 مليارا منها من الولايات المتحدة.
وتنظم الولايات المتحدة اجتماعا بألمانيا، لمناقشة الدعم الإضافي لأوكرانيا، بعدما حضّ الرئيس فولوديمير زيلينسكي الحلفاء الغربيين على إرسال مزيد من الطائرات المقاتلة والصواريخ البعيدة المدى.
ويجتمع ممثلون عن حوالي 50 دولة في قاعدة رامشتاين الجوية لتنسيق دعمهم لكييف، في ظل المعارك التي تدور ضد الجيش الروسي شرق أوكرانيا.
من ناحيته، أجرى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ -الذي يحضر الاجتماع- زيارة إلى العاصمة الأوكرانية الخميس، هي الأولى من نوعها منذ بدء الحرب في فبراير/شباط 2022.
وقال ستولتنبرغ إن جميع أعضاء الحلف العسكري اتفقوا على أن تصبح أوكرانيا نهاية المطاف عضوا في الحلف، لكن التركيز الرئيسي الآن هو على ضمان انتصارها على روسيا، مضيفا أنه بمجرد انتهاء الحرب في أوكرانيا يجب أن تمتلك كييف “الردع اللازم لمنع هجمات جديدة”.
وأضاف ستولتنبرغ أنه “واثق” من أن أوكرانيا قادرة على استعادة المزيد من الأراضي، كما أكد أن عددا من أنظمة الدفاع الجوي من طراز باتريوت سُلّمت لأوكرانيا.
دبابات أبرامز إلى أوكرانيا
من جهته، قال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي -اليوم الجمعة- إن قرار الولايات المتحدة إرسال 31 دبابة قتالية من طراز “إم 1 أبرامز” (M1 Abrams) إلى أوكرانيا، سيحدث فارقا في الحرب الدائرة مع روسيا، لكنه ليس حلا سحريا.
جاءت تصريحات ميلي في الوقت الذي أعلنت فيه الولايات المتحدة أن دبابات أبرامز التي ستستخدم في تدريب القوات الأوكرانية ستصل إلى ألمانيا في الأسابيع المقبلة.
وأضاف ميلي بعد اجتماع لحلفاء أوكرانيا في قاعدة رامشتاين الجوية بألمانيا “لست محايدا، لكنني أرى أن دبابة إم 1 هي أفضل دبابة في العالم”، مضيفا أنها “ستحدث فارقا عند تسليمها”.
روسيا: العملية مستمرة حتى تكتمل أهدافها
من جهتها، قالت الخارجية الروسية -في بيان اليوم الجمعة- إن إجراءات أوكرانيا وتصريحاتها الأخيرة تظهر أن موسكو بحاجة إلى مواصلة “العملية العسكرية الخاصة” في هذا البلد.
وتابعت الوزارة أن العملية ستستمر حتى تكتمل أهدافها المعلنة، وهي “استئصال النازية ونزع السلاح” والقضاء على التهديدات التي يتعرض لها الأمن الروسي.
في الأثناء، ذكر الكرملين أنه يراقب عن كثب تقارير تشير إلى احتمال قيام دول غربية بفرض حظر على الصادرات إلى روسيا، وأوضح أن العقوبات الجديدة ستلحق الضرر بالاقتصاد العالمي.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين إن بلاده على “علم بأن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يفكران فعليا في فرض عقوبات جديدة”.
وأضاف بيسكوف “نعتقد أن كلا من العقوبات الحالية المفروضة على روسيا الاتحادية والخطوات الإضافية الجديدة التي ربما تفكر فيها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حاليا، ستلحقان أيضا بالتأكيد ضررا بالاقتصاد العالمي”، مشيرا إلى أن ذلك سيؤدي إلى “المضي بصورة أكبر باتجاه أزمة اقتصادية عالمية”.
ونقلت وكالة كيودو (Kyodo News) اليابانية للأنباء عن مصادر حكومية قولها إن دول مجموعة السبع تدرس فرض حظر شبه كامل على الصادرات إلى روسيا.
مسيّرات إيرانية
من ناحية أخرى، أعلن سلاح الجو الأوكراني الجمعة أنه أسقط ليل الخميس 8 من أصل 12 طائرة مسيرة إيرانية الصنع من طراز “شاهد”، شنت بواسطتها القوات الروسية غارات استهدفت بشكل خاص كييف، لكنها لم توقع أي إصابات.
وقال رئيس الإدارة العسكرية في كييف سيرغي بوبكو -على تطبيق تليغرام- إنه “بعد فترة راحة استمرت 25 يوما، شهدت العاصمة هجوما جويا جديدا للعدو”.
وأكد أن الدفاعات الأوكرانية أسقطت 8 طائرات مسيرة “عند اقترابها” من العاصمة، مشيرا إلى أن تدمير هذه المسيرات لم يسفر عن وقوع إصابات بشرية أو أضرار مادية، بحسب التقارير الأولية.
في المقابل، أصيبت بنى تحتية في منطقتي بولتافا (شمال شرق) وفنيتسيا (وسط غرب) بأضرار من جراء المسيرات الإيرانية الصنع، وفقا لحاكمي هاتين المنطقتين. وأوضح رئيس الإدارة العسكرية أن هذه الطائرات المسيرة المفخخة أُطلقت من منطقة بريانسك الروسية الواقعة شمال حدود أوكرانيا.
انفجار في بيلغورود
على صعيد آخر، أعلنت موسكو أن إحدى طائراتها المقاتلة فقدت الخميس ذخيرة فوق بيلغورود، المدينة الروسية الواقعة قرب الحدود الأوكرانية، وذلك بعد أن تحدثت السلطات المحلية عن انفجار قوي أدى إلى إصابة شخصين وخلّف حفرة ضخمة في المدينة.
وقالت وزارة الدفاع الروسية -في بيان- “أثناء تحليق طائرة من طراز سوخوي سو-34 (Sukhoi Su-34) تابعة لقوات الفضاء فوق مدينة بيلغورود، حدث سقوط غير طبيعي لذخيرة الطيران”.
وأفاد مسؤولون محليون عن انفجار قوي في بيلغورود، قائلين إن الانفجار أحدث حفرة في وسط المدينة وأصاب امرأتين.
وفي 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا تبعها رفض دولي وعقوبات اقتصادية على موسكو التي تشترط لإنهاء عملياتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعده الأخيرة “تدخلا” في سيادتها.
اكتشاف المزيد من صحيفة 24 ساعة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.