“التصلب اللويحي” (Multiple sclerosis MS) -ويعرف أيضا باسم التصلب المتعدد والتصلب العصبي المتعدد- هو حالة يمكن أن تؤثر على الدماغ والحبل الشوكي، مما يتسبب في مجموعة واسعة من الأعراض، بما في ذلك مشاكل في الرؤية أو حركة الذراع أو الساق أو الإحساس أو التوازن.
والتصلب اللويحي حالة تستمر مدى الحياة ويمكن أن تسبب أحيانا إعاقة خطيرة، رغم أنها قد تكون خفيفة في بعض الأحيان، وذلك وفقا لخدمة الصحة الوطنية في المملكة المتحدة.
سبب التصلب اللويحي
يصنف مرض التصلب اللويحي ضمن أمراض المناعة الذاتية، يبدأ بحدوث خطأ ما في الجهاز المناعي الذي يهاجم عن طريق الخطأ جزءا سليما من الجسم.
وفي مرض التصلب اللويحي، يهاجم الجهاز المناعي الطبقة التي تحيط وتحمي الأعصاب التي تسمى “غمد المايلين” (myelin sheath).
يؤدي هذا إلى إتلاف وندوب الغمد، وربما الأعصاب الكامنة، مما يعني أن الرسائل العصبية التي تنتقل على طول الأعصاب تصبح بطيئة أو معطلة.
ومن غير الواضح ما الذي يجعل جهاز المناعة يتصرف بهذه الطريقة بالضبط، لكن معظم الخبراء يعتقدون أن هناك مجموعة من العوامل الجينية والبيئية.
اليوم العالمي للتصلب اللويحي
تم تحديد اليوم الموافق 30 مايو/أيار رسميا ليكون اليوم العالمي للتصلب اللويحي، ويقول “الاتحاد الدولي للتصلب المتعدد” (MSIF) إن هذا اليوم يجمع كل الجهات ذات الاهتمام بالتصلب المتعدد على مستوى العالم لتتشارك القصص المتعلقة بالمرض ونشر التوعية به ومناصرة كل فرد متأثر بالتصلب المتعدد ودعمه.
وتقام أنشطة اليوم العالمي للتصلب المتعدد طوال مايو/أيار وبداية يونيو/حزيران، وتوفر الحملة المرونة اللازمة للأفراد والمؤسسات كي يتمكنوا من تحقيق أهداف متنوعة.
في عام 2009، بادر الاتحاد الدولي للتصلب المتعدد وأعضاؤه بإطلاق أول يوم عالمي للتصلب المتعدد، وقد تعاونا معا؛ فوصل عدد المشاركين إلى مئات الآلاف من الأشخاص من جميع أنحاء العالم، وذلك من خلال التركيز على مجموعة من مواضيع الحملة.
ويدور موضوع اليوم العالمي للتصلب المتعدد في الفترة من 2020 إلى 2023 حول “علاقات التواصل”، وتتعلق ببناء التواصل مع المجتمع، والتواصل الذاتي، والتواصل مع خدمات الرعاية النوعية. وتهدف الحملة لنشر الشعار “نتواصل لنواصل” وتستخدم وسم “#روابط_التصلب_المتعدد”.
أعراض التصلب اللويحي
تختلف أعراض مرض التصلب اللويحي بشكل كبير من شخص لآخر ويمكن أن تؤثر على أي جزء من الجسم.
تشمل الأعراض الرئيسية ما يلي:
- تعب.
- صعوبة المشي.
- مشاكل في الرؤية، مثل عدم وضوح الرؤية.
- مشاكل في السيطرة على المثانة.
- خدر أو وخز في أجزاء مختلفة من الجسم.
- تصلب وتشنجات العضلات.
- مشاكل في التوازن والتنسيق.
- مشاكل في التفكير والتعلم والتخطيط.
واعتمادا على نوع مرض التصلب اللويحي الذي تعاني منه، قد تظهر الأعراض وتختفي على مراحل أو تزداد سوءا بمرور الوقت.
راجع الطبيب إذا كنت قلقا من احتمال ظهور علامات مرض التصلب العصبي المتعدد.
غالبا ما يكون للأعراض العديد من الأسباب الأخرى، لذا فهي ليست بالضرورة علامة على مرض التصلب العصبي المتعدد.
العمر الذي يتم فيه تشخيص التصلب اللويحي
يتم تشخيص التصلب اللويحي بشكل شائع لدى الأشخاص في العشرينيات والثلاثينيات والأربعينيات من العمر، رغم أنه يمكن أن يتطور في أي عمر، وهو أكثر شيوعا بين النساء بمقدار 2 إلى 3 مرات أكثر من الرجال.
أنواع التصلب اللويحي
توجد 4 أنواع رئيسية من التصلب العصبي المتعدد، وهي:
- “المتلازمة المعزولة سريريا” (CIS): عبارة عن الحلقة الأولى من الأعراض العصبية التي يعاني منها الشخص، وتستمر 24 ساعة على الأقل. وقد يعاني الشخص من علامة أو عرض واحد أو أكثر في نفس الوقت. وكما هو الحال مع التصلب العصبي المتعدد، تظهر الأعراض بسبب حدوث التهاب وزوال الميالين في الجهاز العصبي المركزي.
ولا يستمر تطور التصلب العصبي المتعدد لكل من يعاني من المتلازمة المعزولة سريريا، ولكن يمكن أن تكون المتلازمة مؤشرا على وجود التصلب، وذلك وفقا لموقع الاتحاد الدولي للتصلب المتعدد. - التصلب اللويحي المتعدد الانتكاسي: ويطلق عليه أحيانا اسم “التصلب العصبي المتعدد الانتكاسي الترددي”، وفيه يتعرض الأشخاص لهجمات أو تتفاقم الأعراض (الانتكاسات)، وتتلاشى أو تختفي بعد ذلك (الهدأة). وقد تكون الأعراض جديدة، أو قد تصبح الأعراض الموجودة أكثر حدة من ذي قبل. وقد تستمر الانتكاسات على فترات متفاوتة (من بضعة أيام إلى أشهر)، وبعد ذلك قد تكون الحالة غير نشطة لأشهر أو سنوات.
- “التصلب اللويحي المتعدد المترقي الثانوي” (SPMS): عبارة عن مرحلة ثانوية من انتكاسة التصلب العصبي المتعدد التي قد تتطور لسنوات أو حتى عقود بعد تشخيص التصلب العصبي المتعدد الانتكاسي. حيث ينتقل معظم الأشخاص ذوي التصلب العصبي المتعدد الانتكاسي إلى النوع المترقي الثانوي.
- “التصلب اللويحي المتعدد المترقي الأولي” (PPMS): يتم تشخيص حوالي 10 إلى 15% من الأشخاص بالتصلب المتعدد المترقي الأولي، ويتعرض هؤلاء لتفاقم الأعراض والعجز بشكل مستمر وثابت من البداية، بدلا من الهجمات المفاجئة أو الانتكاسات التي يتبعها التعافي.
علاجات التصلب اللويحي
لا يوجد حاليا علاج لمرض التصلب العصبي اللويحي، ولكن يمكن لعدد من العلاجات أن تساعد في السيطرة على الحالة وتخفيف الأعراض.
يعتمد العلاج الذي تحتاجه على الأعراض والصعوبات المحددة التي تواجهها، وقد تشمل:
- علاج الانتكاسات بدورات قصيرة من دواء الستيرويد لتسريع الشفاء.
- علاجات محددة للأعراض الفردية لمرض التصلب العصبي المتعدد.
- العلاج لتقليل عدد الانتكاسات باستخدام أدوية تسمى العلاجات المعدلة للمرض.
ما مدى خطورة مرض التصلب اللويحي؟
نادرا ما يكون مرض التصلب العصبي المتعدد قاتلا، ولكن المضاعفات قد تنشأ من مرض التصلب العصبي المتعدد الحاد، مثل التهابات الصدر أو المثانة، أو صعوبات في البلع.
العمر المتوقع للأشخاص المصابين بمرض التصلب العصبي المتعدد أقل من المتوسط بحوالي 5 إلى 10 سنوات، وذلك وفقا لخدمة لصحة الوطنية في المملكة المتحدة.
العيش مع التصلب اللويحي
يقول البروفيسور ديرك ديليو، استشاري أول ومدير برنامج التصلب اللويحي المتعدد في “مستشفى حمد” العام في قطر، “إن مرض التصلب اللويحي المتعدد هو مرض يمكن أن نقلل من تأثيره على حياة المريض كمرض السكري إذا تم تشخيصه مبكرا والتزم المريض بالعلاج. هناك أنواع مختلفة من العلاج لمرض التصلب اللويحي المتعدد، لكن تم تصميم كل منها وفق طبيعة حالة المريض لتعزيز الالتزام بالعلاج وتقليل مخاطر الإصابة بالآثار الجانبية”.
وأضاف ديليو –في تصريحات على موقع مؤسسة حمد الطبية– أن “من المهم الالتزام الصارم بالعلاج عند البدء به لتجنب زيادة نشاط المرض وانتكاساته. فالإدارة الصحيحة لمرض التصلب اللويحي المتعدد لن تؤثر على الحياة بشكل أساسي حيث ستكون قادرا على إنشاء أسرة وإنجاب الأطفال والحصول على مهنة والقيام بنشاط بدني”.
اكتشاف المزيد من صحيفة 24 ساعة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.