تفرض سيناريوهات مباريات كرة القدم على المدربين واللاعبين على حد سواء إجراء تبديلات اضطرارية داخل الملعب، تستدعي تكليف لاعب ما بمهمة أخرى في مركز غير مركزه.
قد يكون ذلك لأسباب فنية أو تكتيكية، وربما أيضا بسبب الإصابات، إلا أن الكثير من مباريات كرة القدم عرفت تحوّل مهاجمين ومدافعين -مجبرين لا أبطال- للوقوف في حراسة المرمى، مع كل ما للمركز من خصوصية ومهارات لا يملكها بالتأكيد من اعتاد اللعب في مواقع أخرى داخل الميدان.
في هذه السطور نستعرض أبرز لاعبي كرة القدم الذين أجبرتهم الظروف على الموقوف في حراسة المرمى خلال مباريات رسمية.
صامويل إيتو
في مباراة مايوركا وأتلتيك بيلباو موسم 2003-2004، حصل ليو فرانكو حارس مرمى ريال مايوركا على بطاقة حمراء، قبل نهاية المباراة بـ3 دقائق.
وفي ظل انتهاء التبديلات لمايوركا، وجد المهاجم الكاميروني صامويل إيتو نفسه مضطرا لترك وظيفته الأساسية في مركز الهجوم، وتعويض زميله فرانكو في حراسة المرمى، في ما تبقى من عمر المباراة.
جون تيري
في 15 أكتوبر/تشرين الأول 2006، أُجبر جون تيري مدافع تشلسي على حراسة مرمى فريقه، بعد أحداث غريبة شهدتها مباراة “البلوز” ضد ريدنغ في الدوري الإنجليزي.
يومها تعرّض الحارس الأساسي لتشلسي بيتر تشيك لإصابة خطيرة بعد 20 ثانية فقط من بداية اللقاء، إثر اصطدام رأسه بقدم ستيفين هانت مهاجم ريندنغ؛ مما أدى إلى حدوث شرخ في الجمجمة، وتسبّب ذلك في ارتدائه قناعا واقيا.
Today on 2006 John Terry’s goalkeeper! pic.twitter.com/7X5kbEyIKx
— Kurniawan Chelsea (KC) (@Chelseaku_) October 14, 2017
كما أصيب بديله كارلو كوديتشيني بعد التحام مع إبراهيما سونكو مدافع ريدينغ، ليفقد وعيه ويخرج من الملعب، ليضطر مدرب تشلسي حينها البرتغالي جوزيه مورينيو إلى الاعتماد على تيري بعد نفاد التغييرات، ورغم ذلك فاز الفريق اللندني 1-صفر.
ريو فيرديناند
كان مدافع مانشستر يونايتد الأسبق سيئ الحظ لأنه كان مطالبا بصد ضربة جزاء احتسبها الحكم ضد زميله توماس كوشتتشاك، الحارس البديل الذي طُرد بالحمراء المباشرة.
وقتها شارك كوشتتشاك في مباراة مانشستر يونايتد وساوثهامتون في الدور ربع النهائي لكأس الاتحاد الإنجليزي عام 2008، ليعوض الهولندي فان دير سار الذي خرج مصابا.
وبعد طرد كوشتتشاك ارتدى فيرديناند قفاز حارس المرمى، وكان أول اختبار له هو ركلة الجزاء، التي سددها سولى مونتارى بنجاح، على الرغم من أن المدافع-الحارس ذهب باتجاه الكرة، وهو الهدف الذي أخرج “الشياطين الحمر” من البطولة.
ألفارو أربيلوا
حل منتخب إسبانيا ضيفا على جنوب أفريقيا في مباراة دولية ودية يوم 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2013، وفيها أصيب الحارس الأساسي “للماتادور” فيكتور فالديز.
وكان المدرب الإسباني فيسنتي ديل بوسكي قد أجرى جميع تغييراته، ليضطر إلى إشراك أربيلوا مدافع ريال مدريد في مركز حراسة المرمى.
لم يرق هذا الوضع لديل بوسكي، الذي طالب بشدة بإجراء تبديل اضطراري، وكان له ما أراد، فسحب أربيلوا ودفع بدلا منه بالحارس بيبي رينا.
هاري كين
طُرد الفرنسي هوغو لوريس حارس مرمى توتنهام، خلال مباراة فريقه ضد أستيراس اليوناني، يوم 24 أكتوبر/تشرين الأول 2014، في دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا.
واعتادت جماهير ملعب وايت هارت لين (الملعب القديم لتوتنهام) على رؤية لاعبها المتألق هاري كين في خط المقدمة، لكن طرد لوريس دفع بالمهاجم الدولي الإنجليزي إلى ارتداء القفازات.
وكان كين يومها أحرز 3 أهداف (هاتريك)، وقاد فريقه للفوز بنتيجة 5-1، لكن ولسوء حظه أن ليلته لم تكن مثالية 100%، لأن هدف الضيوف الوحيد، تم تسجيله في شباكه.
كايل ووكر
نال التشيلي كلاوديو برافو حارس مرمى مانشستر سيتي البطاقة الحمراء قبل 9 دقائق من نهاية مباراة “السيتزنس” ومضيفه أتالانتا، في دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا.
كان ذلك في السادس من نوفمبر/تشرين الثاني 2019، ويومها اُضطر ووكر لحراسة مرمى “السيتي” في واحد من أعقد الملاعب الإيطالية.
ومرت الدقائق المتبقية على ووكر بسلام، إذ نجح في الحفاظ على نظافة شباك مانشستر سيتي، لتنتهي المباراة بالتعادل 1-1.
لوكاس أوكامبوس
ضمن منافسات الجولة 34 من الدوري الإسباني، سجل الأرجنتيني لوكاس أوكامبوس هدفا في شباك إيبار يوم السادس من يوليو/تموز 2020، وكان هدف المباراة الوحيد.
لكن أوكامبوس وقف في الوقت بدل الضائع من المباراة -التي أقيمت أمام مدرجات خاوية بسبب جائحة فيروس كورونا- حارسا للمرمى، بعد إصابة زميله توماش فاتسليك، الذي خرج على نقالة.
داني ألفيش
اضطر الظهير الأيمن البرازيلي داني ألفيش لارتداء قفازات حراس المرمى، وحماية عرين فريقه السابق باريس سان جيرمان الفرنسي عام 2018 في دور 16 لبطولة كأس فرنسا بعد طرد الحارس الألماني كيفن تراب.
Wait is that Dani Alves playing goalkeeper for PSG???!! pic.twitter.com/bxQWpzshl6
— GOAL (@goal) February 6, 2018
خلال الدقائق الأخيرة لتلك المباراة تعرض تراب لطرد مباشر، ومع إجراء الفريق جميع التبديلات، شارك ألفيس في مركز حراسة المرمى وحافظ عليه من الأهداف في ما تبقى من دقائق.
سيرجي أورييه
وقع حارس مرمى ساحل العاج علي سانغاري في خطأ فادح كلف منتخب بلاده هدف التعادل في الدقيقة الأخيرة من مباراة “الأفيال” ضد سيراليون، في دور المجموعات من كأس الأمم الأفريقية 2021.
سانغاري فشل في السيطرة على كرة سهلة عادت له من الدفاع، بل مهّدها عن طريق الخطأ لمهاجم سيراليون الحاجي كامارا، الذي وضعها في الشباك.
?خطأ فادح من حارس كوت ديفوار يحرم منتخب الفيلة من التأهل المبكر #كأس_أمم_أفريقيا | #كوت_ديفوار_سيراليون #TotalEnergiesAFCON2021 | #AFCON2021 pic.twitter.com/rscAajr5ao
— beIN SPORTS (@beINSPORTS) January 16, 2022
وخلال ذلك تعرض سانغاري لإصابة، لم يستطع إثرها إكمال الدقائق القليلة المتبقية، ليقف مكانه مواطنه سيرج أورييه.
شاكر الهدهور
يُعد الهدهور أول لاعب (مدافع) في تاريخ كرة القدم يشارك في مركز حراسة المرمى خلال مباراة كاملة، وحدث ذلك في 24 يناير/كانون الثاني 2022.
فقبل مباراة جزر القمر والكاميرون في ربع نهائي كأس الأمم الأفريقية، عاني الأول من تعرض حارسه الأساسي سالم بن بوينا لإصابة عضلية، في حين نال فيروس كورونا من الحارسين الآخرين.
ورغم سلبية مسحة أحد الحارسين وهو علي أحمادو قبل المباراة، فإن اللجنة الطبية التابعة للاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) رفضت إشراكه، ليتحول الهدهور بين ليلة وضحاها إلى حارس مرمى.
وتألق الهدهور في تلك المباراة، وأنقذ العديد من الفرص الخطيرة لأصحاب الأرض، لكن ذلك لم يمنع الكاميرون من الفوز بنتيجة 2-1.
شاكر الهدهور يبدع أمام متصدر هدافي البطولة ✌️#كأس_أمم_أفريقيا | #الكاميرون_جزر_القمر#TotalEnergiesAFCON2021 | #AFCON2021 pic.twitter.com/uWAsw8i8y4
— beIN SPORTS (@beINSPORTS) January 24, 2022
غابي
في الثامن من فبراير/شباط 2014، مُنع حارس مرمى أتلتيكو مدريد داني أرانزوبيا نظيره جوناثان زونغو مهاجم ألميريا من وضع الكرة في الشباك الخالية.
ونال أرانزوبيا إثر هذه اللقطة البطاقة الحمراء، ليترك لزميله غابي لاعب خط الوسط مهمة التصدي لضربة الجزاء، التي سجل منها الفريق الأندلسي هدفه الثاني.
اكتشاف المزيد من صحيفة 24 ساعة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.