في مجتمعنا المهووس بالتكنولوجيا، ليس من المستغرب أن يستخدم الناس هواتفهم في كل مكان، حتى عند الذهاب إلى المرحاض، هذه العادة ليست جديدة، فقد اعتاد بعض الناس اصطحاب الكتب والمجلات قبل زمن تطور التكنولوجيا، ولكن مع وجود أجهزة أصغر حجما وأكثر قابلية للحمل في جيوبنا، أصبح من البديهي أن نلجأ إلى تلك الأجهزة في لحظة هادئة، لكن هذا ليس مجرد سلوك مرفوض، بل إنه في الواقع عادة خطيرة، ذلك لأن استخدام هاتفك الخلوي في المرحاض قد يعرضك لأمراض، إليك مخاطر هذه العادة وكيف تتخلص منها.
مخاطر اصطحاب هاتفك إلى المرحاض
أظهر استطلاع رأي -أجرته شركة “فيريزون” (Verizon) للاتصالات عام 2015- أن 9 من كل 10 أشخاص يأخذون هواتفهم الذكية معهم إلى الحمام، رغم أن هذه العادة قد تكون لها بعض العواقب الوخيمة على الصحة:
تقول الدكتورة أنشيتا كارماكار لقناة “إس بي إس” (SBS) إن “جزيئات الماء والهواء المتطاير تأوي في التجاعيد الصغيرة للهاتف وأغطيتها المصنوعة من المطاط، وهو مكان دافئ ومريح لإيواء البكتيريا، وتشمل السالمونيلا (Salmonella)، والإشريكية القولونية (Escherichia coli)، والشيغيلة (Shigella)، والكامبيلوباكتر (Campylobacter)”.
قد يسبب ذلك تعوّد جسمك على الجلوس لفترة زمنية طويلة وأكبر من الوقت الطبيعي، وهو ما يسبب الإمساك.
-
الضغط والتوتر
أحيانا تصبح الدقائق التي تقضيها في الحمام الوقت الوحيد الذي تأخذ فيه استراحة من حياتك المزدحمة، وعندما تأخذ هاتفك معك، فإنك تفوت فرصة إعطاء استراحة لعقلك.
الضغط الزائد على فتحة الشرج في أثناء فترة الجلوس الطويلة، التي تحدث عند الانغماس في هاتفك، قد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالبواسير، ورغم عدم وجود دراسة تثبت ذلك حتى الآن، فإن جرّاحة القولون والمستقيم الدكتورة كارين زاغيان تقول إن “الجلوس لفترة طويلة من الوقت على المرحاض، سواء كنت تقرأ أو تجلس فقط، يمكن أن يؤدي بالتأكيد إلى احتقان البواسير بالدم، مما يسبب أعراضا مثل الألم أو التورم أو النزيف”.
يعتقد معظمنا أننا نوفر وقتنا باصطحاب الهاتف إلى الحمام، ولكنه في الواقع مضيعة للوقت، فإذا استغرقت 5 دقائق في المرحاض، فستستغرق وقتا أطول عندما يكون هاتفك معك.
-
البكتيريا القولونية
كشفت دراسة أجريت عام 2017 عن الهواتف المحمولة لطلاب المدارس الثانوية أن الهواتف يمكن أن تحتوي على بكتيريا الإشريكية القولونية وغيرها من الميكروبات الضارة، كما وجدت دراسة بحثية بريطانية أن شاشة الهاتف أقذر من مقعد المرحاض.
وعلى الرغم من أنك قد تكون متمسكا بالنظافة في منزلك، فأنت لا تعرف مستوى الصرف الصحي في الحمامات العامة.
وقد يكون تلوث الهواتف الذكية مرتبطا بنقص مهارات غسل اليدين، إذ يقول اختصاصي المسالك البولية الدكتور ماركوس ديل روزاريو “لا يزال البالغون لا يعرفون كيف يغسلون أيديهم.. الأمر الذي أراه طوال الوقت في الحمامات العامة”.
كيف نتخلص من عادة اصطحاب الهاتف إلى الحمام؟
إذا لم تكن هذه الأسباب والمخاطر كافية لإقناعك بالتوقف عن أخذ هاتفك إلى المرحاض، فعليك اتباع النصائح التالية:
تزيين الحمام: إنشاء روتين مختلف في الحمام عن طريق تزيينه بشكل مختلف وجعله يبدو مكانا للاسترخاء، وليس مرحاضا.
كتم صوت الهاتف: يمكنك كتم صوت هاتفك عند الذهاب إلى الحمام للتأكد من أنه لن يزعجك في أثناء وجودك في الداخل.
الدخول وقت الحاجة: يجب أن تجلس على المرحاض فقط طالما كانت لديك رغبة فعلية، كما تقول الدكتورة زاغيان، لا تجبر نفسك على أن تدخل المرحاض وأنت تنتظر حركة الأمعاء، بدلا من ذلك، انهض واذهب وافعل شيئا آخر، عندما تكون لديك الرغبة في الذهاب مرة أخرى، يمكنك العودة إلى المرحاض.
ضبط المنبه: تجنب الجلوس والإجهاد لفترات طويلة من الزمن من دون فعل شيء، إذا تشتت انتباهك، فحاول ضبط مؤقت للتنبيه.
المدة المناسبة للجلوس على المرحاض:
إذا لم تكن تعاني مشكلات صحية بالأمعاء، فقد يستغرق الأمر من 5 إلى 10 دقائق.
يقول الدكتور روشيني راج اختصاصي أمراض الجهاز الهضمي في جامعة نيويورك لانغون “لا ينبغي عموما أن تقضي أكثر من نحو 10 دقائق في المتوسط داخل المرحاض، فقد يؤدي الجلوس لفترات طويلة إلى ظهور البواسير، وتورم الأوردة المؤلم”.
نصائح للتخفيف من خطر انتشار العدوى
- لا تأخذ هاتفك إلى المرحاض على الإطلاق، وحاول ألا تستخدمه عند تناول الطعام.
- تعقيم هاتفك بانتظام خاصة إذا كنت تستخدمه في الحمام.
- يمكن شراء بخاخات محددة لتنظيف شاشات اللمس.
- اغسل يديك بانتظام، خاصة قبل مغادرة الحمام.
- اقض 20 ثانية على الأقل في فرك جميع أجزاء يديك عند غسلها.
إذا كنت مضطرا لاستخدام هاتفك في المرحاض، فتأكد من إغلاق مقعد المرحاض بعد الانتهاء، فوفقا للدكتور ديل روزاريو، “مع كل تدفق للمياه، تتطاير جزيئات البراز في الهواء وتهبط على هاتفك وأجزاء جسمك، بما في ذلك فرشاة الأسنان، إذا كنت في حمام منزلك”.
اكتشاف المزيد من صحيفة 24 ساعة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.