تراشق ضيفا حلقة برنامج “الاتجاه المعاكس” (2023/5/23) اتهامات متبادلة في سياق قراءتهما مجريات الحرب الروسية على أوكرانيا، وإمكانية اشتعال الحرب بين روسيا وأوروبا مباشرة بعد قرار تزويد كييف بطائرات أميركية وصواريخ أوروبية بعيدة المدى.
وقلل أستاذ العلوم السياسية نزار بوش من أهمية الأسلحة التي تقدمها الدول الغربية لأوكرانيا، بحجة أن هذه الدول جربت كل أنواع الأسلحة ولم تستطع رد الروس عن أهدافهم أو إخراجهم من الأراضي التي قال إنهم حرروها من “النظام النازي” في أوكرانيا.
وقال بوش إن الروس يتقدمون خطوة خطوة وبعقل بارد ويدمرون الآلة الغربية المتطورة، مؤكدا أن لديهم أسلحة كثيرة قادرة على أن تحوّل الطائرات الغربية إلى عصافير تتساقط على الأرض الأوكرانية وليس الأرض الروسية.
في المقابل، شدد رئيس تحرير موقع أوكرانيا باللغة العربية محمد فرج الله على أن روسيا استنفدت كل قوتها، وهي عاجزة عن حسم الحرب وحتى السيطرة على مدينة باخموت شرقي أوكرانيا، قائلا إنه لم يعد لديها سوى بعض الطائرات المسيرة تأخذها من إيران.
وأضاف فرج الله أن أوكرانيا تدخل اليوم التاريخ بمنظومة أسلحة غربية، منها “باترويت” ودبابات “ليوبارد” الألمانية وطائرات “إف-16” (F-16) الأميركية، وهي الأسلحة التي قال إنها ستغلق السماء الأوكرانية أمام الروس.
وقال إن الروس لم يتمكنوا من حسم الحرب رغم الإمكانيات المتواضعة لأوكرانيا، فكيف يحسمونها اليوم مع مرحلة “إف-16” والصواريخ بعيدة المدى التي تزود الدول الغربية كييف بها؟
مرمى الجيش الروسي
وعما إذا كانت العواصم الغربية قد أصبحت في مرمى الجيش الروسي بعد قرار تزويد أوكرانيا بطائرات أميركية وصواريخ أوروبية بعيدة المدى، رد أستاذ العلوم السياسية بالقول إن العقيدة الروسية تفيد بأنه في حال تعرضت روسيا للخطر أو الهزيمة فعندها ستحرق أوروبا كلها على الإطلاق، لكنه أشار إلى ما اعتبرها عقلانية الروس.
بدوره، زعم رئيس تحرير أوكرانيا باللغة العربية أن موسكو خرجت من نادي الأقوياء، وهي غير قادرة على مهاجمة حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO)، خاصة في ظل توسعه بالمنطقة، إذ أصبح بحر البلطيق بحر هذا الحلف كما قال الضيف.
ووفق فرج الله، فقد أثبتت أوكرانيا للغرب ولأوروبا خصوصا أنها مهمة جدا لهم، مؤكدا أن الدول الغربية باتت ترى أن كسر روسيا في أوكرانيا سيعيد بناء النظام العالمي الجديد.
أما أستاذ العلوم السياسية فرد قائلا إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أرسل هدية إلى نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال قمة قادة مجموعة السبع عندما اجتمعوا لتزويد كييف بمنظومة “إف-16″، وتمثلت هدية بوتين في الإعلان عن “تحرير” باخموت كما قال المتحدث.
وتشهد منطقة باخموت في دونيتسك نزاعا منذ شهور، وفي مطلع الأسبوع الجاري أعلنت موسكو السيطرة الكاملة على المدينة المدمرة بشدة والتي كان عدد سكانها 70 ألف نسمة، وسرعان ما شكك زيلينسكي بالرواية الروسية.
يذكر أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أعلنت موافقتها على تدريب طيارين أوكرانيين على قيادة طائرات مقاتلة أميركية الصنع من طراز “إف-16″، وأنها ستسمح لدول من أعضاء حلف “الناتو” بتزويد كييف بالطائرات الأميركية المتقدمة، ووصف زيلينسكي هذه الخطوة بالتاريخية.
اكتشاف المزيد من صحيفة 24 ساعة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.